وقّع مجموعة من المثقفين من مختلف دول العالم البيان رقم 2 بعنوان «نتهم وندعو» بعد أن سبق ووقّعوا بيان رقم 1 عقب اندلاع أحداث مخيم نهر البارد. وجاء في البيان «نحن الموقّعين أدناه نتهم كثيراً من الزعماء اللبنانيين باستخدام الشعب الفلسطيني ومقاومته من أجل غاياتهم الطائفية والصغيرة ـــ صغر زعاماتهم. نتهمهم بتغطية الاعتداء على مخيم فلسطيني ـــ لبناني مكتظّ تحت شعارات «سيادية» غالباً ما استعملت في لبنان ضد الضعفاء والفقراء. نتهمهم باعتناق عقيدة فاشية كالتي رافقت وسوّغت حصار مخيميْ تل الزعتر والضبية واقتحامهما في منتصف السبعينيات، وباستعارة خطاب بوش عن الإرهاب وكأنّ على الشعب الفلسطيني كله أن يتحمل وزر عصابة تؤكّد أجهزةُ السلطة اللبنانية نفسها أنها معزولة شعبيّاً. نتهمهم بالتغطية على بناء جهاز أمني غير خاضع لرقابة الشعب وممثليه، كما سبق أن غطّى أدعياءُ السيادة الجدد الجهازَ الأمنيَّ أثناء حقبة سيطرة النظام السوري على لبنان. نتهم جماعة 14 آذار تحديداً بالترويج لمشروع يستهدف سلاحَ المقاومة اللبنانية والفلسطينية، لكنه يعزز من تسليح العصابات الطائفية، بما يؤدِّي إلى تأجيج الصراع في لبنان خدمةً لمشروع إمبريالي يمتد من المغرب إلى أفغانستان. نتهم بعضَ المعارضة بالوقوف من دون اعتراض وراء مخطط السلالة الحاكمة لمجرد أنَّه يستهدف «طائفة» غير محمية في لبنان ـــ هي الشعب الفلسطيني. ونتهم بعضَ المعارضة باجترار خطاب العداء ضد الشعب الفلسطيني. نتهم بعضَ اللبنانيين بإغلاق ملاجئهم ومدارسهم أمام اللاجئين الفلسطينيين من مخيم نهر البارد، في الوقت الذي فَتحت فيه المخيماتُ الفلسطينيةُ أبوابَها أمام اللاجئين اللبنانيين أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان صيف 2006. نتهم مثقفينا الليبراليين بالترويج لمفهومَيْ «السيادة والعنفوان» بدلاً من «الأخوّة والمواطنية». ونتهمهم بالنفاق المقزّز حين يدينون قتلَ المدنيين الإسرائيليين ولكنّهم لا يعترضون على دكّ مخيم بأكمله على رؤوس أصحابه. كما نتهمهم بالحرص على حقوق الإنسان في بلد عربي واحد لا غير. نتّهم «الوطنية» اللبنانية، التي تحاول بناءَ وطن على أشلاء ضحايا القصف العشوائي في مخيم نهر البارد، بالعنصرية البغيضة.نتهم بعضَ القيادات الفلسطينية، لدوافع فئوية ومالية معيبة، بالتغطية على الحرب الجارية. نتهم السلفيين المتعصبين (المدعومين والمموّلين، بالمناسبة، من الأطراف عينها التي تدعم وتموِّل السلطةَ اللبنانيةَ الحاكمة) بنشر الكراهية والطائفية و«ثقافة» التكفير والإلغاء والواحدية. نتهم أولئك اللبنانيين، الذين يزعمون أنّ الجسر الجوي الأميركي عمل بريء أو إنساني، بالسذاجة السياسية في أحسن الأحوال، وبالتواطؤ مع الحرب المتفاقمة في أسوإها.
بناءً على ما سبق، دعا الموقّعين إلى: وقف كل الأعمال الحربية ضد مخيم نهر البارد. رفض اقتحام المخيم الآهل. التشديد على أنّ عقيدة الجيش اللبناني تَعتبر الإسرائيلي، لا الشعبَ الفلسطيني، هو العدوّ (لا «الجار»). إدانة التأجيج الطائفي المتّبع بفجاجة من قِبل السلالة الحاكمة منذ انتخابات الشمال عام 2005 بصورة خاصة. العمل على تغيير الوضع اللاإنساني للمخيمات الفلسطينية في لبنان. إعطاء الشعب الفلسطيني في لبنان كاملَ حقوقه المدنية إلى حين عودته إلى وطنه فلسطين. وقف الكلام المجترّ عن «خدمات لبنانية» للقضية الفلسطينية لعلمنا أنّ أطرافًا أساسيةً في لبنان حوّلتْ هذا البلد إلى مقرّ للتآمر على القضية الفلسطينية. مطالبة القوى الوطنية والديموقراطية بالوفاء لتاريخ النضال اللبناني ـــ الفلسطيني المشترك، وباتخاذ مبادرة تنقذ المخيم وأهله.
الموقّعون بين 28 و29 أيار الخامسة مساءً: أسعد أبو خليل، كيرستن شايد، سامي شرف، زينة زعتري، عساف خوري، أحمد الخميسي، بسام فرنجية، غياث اليافي، ملاك خالد، سوسن البرغوثي، علي وهبي، أمل كعوش، معاذ نصار، عمر البرغوثي، بشير نافع، كمال خلف الطويل، ابراهيم يسري، رفيق الزين، النادي العربي الفلسطيني في فيينا، محمد أبو الروس،
علي ملاح، كمال خليفة، سهير داود، ريم النويري، نجيب صفي الدين، خضر عواركة، حميد دباشي، فيصل بن خضرا، اسطفان شيحا، أيمن حداد، أحمد دلال، اليسار غزال، محمد شهاب، رنا بشارة، محمد رياض، كرم دانه، أسعد غصوب، هاني البرغوثي، زينب غصن، نصير عاروري، هلال شومان، إياد قيشاوي، أسعد غانم،فيصل جلول، مريد البرغوثي، خالد عايد، عماد قيشاوي، بسام أبو غزالة، صالح عرقجي، حسناء رضا مكداشي، انيس قاسم، فاطمة شرف الدين، غادة اليافي، كمال بلاطة، فادي ماضي، منذر سليمان، زياد حافظ، علي كاف وسماح ادريس.