«البطريرك أكد أن الحل السليم في تشكيل حكومة وحدة وطنية»
أكد رئيس الجمهورية إميل لحود، أن المبادرة التي طرحها لتشكيل حكومة وحدة وطنية إنقاذية تضم ممثلين للطوائف الرئيسية الست في لبنان «تشكل المخرج الواقعي للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ سبعة أشهر»، متمنياً «أن تجد هذه المبادرة صداها لدى القيادات السياسية اللبنانية فيتحقق تلاقي اللبنانيين على تعزيز وحدتهم الوطنية وترسيخ وفاقهم».
ونقل زوار الرئيس لحود عنه قوله أمس إن تشكيل هذه الحكومة الإنقاذية التي تمثل جميع الأطراف اللبنانيين على نحو متساو، بعيداً من المحاصصة ومعادلة الأكثرية والأقلية «يعطي فرصة جديدة لتحصين لبنان الواحد القوي لأن الأحداث أثبتت أنه ليس في مقدور أي فريق إقصاء فريق آخر أساسي وفاعل على الساحة السياسية عن المشاركة في المسؤولية الوطنية، ولا سيما أن اللبنانيين باتوا مقتنعين بأن الحوار المتكافىء هو الطريق الأسلم للوصول الى حلول للمسائل التي تتباين وجهات النظر حولها بعدما اختبروا عقم استمرار الخلافات والتباعد في ما بينهم».
وأكد رئيس الجمهورية ارتياحه الى اللقاء الذي جمعه مع البطريرك الماروني نصر الله صفير أول من أمس في بكركي، والمواقف التي صدرت عن الأخير، ولا سيما تأكيده أن الحل السليم يكون في تشكيل حكومة وحدة وطنية تساعد على تجاوز المرحلة الصعبة. وقال: «إن ما سمعته من غبطة البطريرك من تقويم للوضع يعكس حكمته وتجرّده وإخلاصه لوطنه وأبنائه، ويشكل حافزاً إضافياً لتأكيد دعوتي الى تشكيل حكومة إنقاذية لا أرى بديلاً منها. وأنا على ثقة بأن القيادات الساعية فعلاً الى تحقيق مصلحة لبنان والمدركة خطورة الوضع الراهن في البلاد لا بد من أن تتجاوب مع هذه المبادرة وتوفر لها المناخات المناسبة
لتنفيذها».
وأشار لحود الى أنه لن يتوقف «عند ردود الفعل السلبية التي صدرت عن أفرقاء في الموالاة ولا عما تضمنته أقوالهم من افتراءات»، معتبراً «أن المصلحة الوطنية العليا والظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد هي التي أملت عليه إطلاق مبادرته، وهي التي تفرض بالتالي الارتقاء الى مستوى ما يقتضيه العمل لخير لبنان واللبنانيين». وقال: «لقد تقدمت بمبادرة متكاملة لإخراج البلاد من أزمة متعددة الوجوه، فإذا كان لدى الرافضين بديل منها يحظى بإجماع اللبنانيين فليتقدموا بها لأن أي صيغة مبتورة لن تحقق الحل
المنشود».
من جهة أخرى، اعتبر لحود في كتاب وجّهته المديرية العامة لرئاسة الجمهورية أمس الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء أن إيداع رئاسة الجمهورية 34 مرسوماً نافذاً غير موقّعة من رئيس الجمهورية ونشرها في الجريدة الرسمية «عمل لا يستقيم ولا يؤسس لأي نتائج قانونية على إصدار هذه المراسيم ونشرها في الجريدة الرسمية»، مؤكداً أنه «في حلّ تام من أية مهل أو أصول أو إجراءات يلزمه الدستور بها في معرض تعامله مع مقررات صادرة عن سلطة فيما لو كانت متمتعة بالشرعية الدستورية والميثاقية وقائمة بصورة
صحيحة».
وكان لحود عرض الأوضاع في البلاد مع الوزير السابق الدكتور كرم كرم والنائب السابق الدكتور أنطوان حداد الذي لم يقلّل من شأن الضحايا الذين ذهبوا ضريبة الإجرام في لبنان وفي مقدمهم الرئيس رفيق الحريري، مؤكداً أنه لا اعتراض على إنشاء محكمة لمحاكمة المجرمين وإحقاق العدالة وردع كل من تسوّل له نفسه مستقبلاً ارتكاب جرائم من هذا النوع، لكنه لفت منظمة الأمم المتحدة الى «أن العدالة بالمساواة وخاصة إذا كانت دولية»، مشيراً الى أن الهدف الأساسي الذي أُنشئت من أجله المنظمة الدولية هو الحفاظ على السلام في العالم. وسأل: «هل إرهاب الدولة وجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في حق الشعب اللبناني الآمن خلال عدوانها في تموز الماضي بأدواتها العسكرية الإسرائيلية ــ الأميركية ــ الأوروبية، لا يحاسب عليها القانون
الدولي؟».
والتقى لحود سفير لبنان في إيران عدنان منصور، المرشد العام للسجون في لبنان الأب إيلي نصر، كاهن رعية سيدة الأرز المارونية في ولاية هيوستن ــ تكساس في الولايات المتحدة الأميركية الأب ميلاد ياغي يرافقه المدير العام للموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي قمير، واللواء المتقاعد جورج قمير، ووفداً من الرعية في هيوستن.
(وطنية)