strong>تتشدد الأجهزة الأمنية في تنفيذ إجراءات أمنية في مختلف المناطق اللبنانية، وخاصة في بيروت والضواحي والشمال، وذلك منذ بدء الاشتباكات في الشمال بين الجيش و«فتح الاسلام». ويظهر أن الاجراءات ليست روتينية بل بهدف البحث عن مشبوهين معينين وسياراتهم
علمت «الأخبار» أن القوى الأمنية تبحث عن عدد من السيارات المشتبه في استخدامها لتنفيذ أعمال أمنية. وقد يفسر هذا البحث بعضاً مما تشهده شوارع العاصمة بيروت والضواحي من إجراءات أمنية غير مسبوقة تنفذها قوى الجيش ومختلف قطعات الأمن الداخلي منذ بدء الاشتباكات في الشمال بين الجيش و«فتح الاسلام». وإضافة إلى الوحدات الإجرائية ومنها الدرك والقوى السيارة، تشارك في إقامة الحواجز والتفتيش دوريات من الاستقصاء والشرطة القضائية وفرع المعلومات. فمنذ بدء الاشتباكات في الشمال بين الجيش و«فتح الاسلام»، وردت معلومات إلى أحد الأجهزة الأمنية عن إمكان استخدام سيارة في تنفيذ عمل أمني في بيروت وضواحيها. وتشير المعلومات إلى نوع السيارة ومواصفاتها ورقمها. إضافة إلى ذلك، فإن الجهاز الأمني نفسه يشتبه في سيارة من نوع مختلف عن نوع السيارة الأولى، لكن من اللون ذاته، أفادت المعلومات الواردة إليه عن إمكان قيامها بعمل أمني في منطقة ساحلية في جبل لبنان الشمالي.
ومنذ بدء الاشتباكات، باتت نهارات العمل في شوارع العاصمة بيروت شبيهة بمثيلاتها في الأعياد والعطل الرسمية، من ناحية انحسار زحمة السير. أمّا ليالي المدينة، فتكاد تخلو من مارة وسيارات، وخاصة مع ما رافق أحداث الشمال من تفجيرات وإلقاء قنابل يدوية، وما لحقها من تخوف المواطنين من انعكاسات أمنية لإقرار المحكمة الدولية في مجلس الأمن الدولي من دون توافق داخلي عليها.
وأثناء دخول سيارة مستأجرة إلى أحد مراكز التسوق الكبرى في بيروت، قبل أيام، أشار جهاز كشف المتفجرات الذي يستخدمه رجال الأمن الخاص على مدخل مرأب المركز، إلى وجود متفجرات في السيارة. عندها، طلب عناصر الأمن من سائق السيارة التوقف من أجل تفتيش السيارة، فلاذ بالفرار. بعد نحو ساعة على فرار السيارة التي كان على متنها شخصان، تمكنت القوى الأمنية من العثور على السيارة أمام مكتب تأجير السيارات الذي يملكها، فعمد عناصر أمنيون إلى تفتيشها، من دون العثور على اي مواد مثيرة للشبهة بداخلها، وتبين أن مستأجرها ليس لبنانياً.
تجدر الاشارة إلى أنه في أحد التفجيرات الثلاثة التي حدثت خلال الأسبوع الماضي، كانت العبوة المنفجرة موضوعة بداخلها، بحسب ما ذكر مصدر أمني رفيع لـ«الأخبار». وأضاف أن السيارة المستخدمة لم تكن مسروقة، بل مشتراة قبل فترة طويلة، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان السيارات المفخخة التي استخدمت لاغتيال الوزير السابق ايلي حبيقة والنائب جبران تويني ومحاولة اغتيال الوزير الياس المر، والتي كانت بدورها مشتراة لا مسروقة.
وفي مجال التحقيقات التي تجريها القوى الأمنية، لفت خبير أمني غير رسمي إلى أن إجراءات مسح مسرح الجريمة بعد الانفجارات لم تكن تتمتع بالمهنية المطلوبة، فلم يجر الحفاظ على موجودات مسرح الجريمة بالشكل المطلوب. وذكر الخبير أنه، وبخلاف المعلومات التي جرى تداولها عن أن المواد المتفجرة المستخدمة في تفجيرات الاشرفية وفردان وعاليه هي من مادة TNT، يعتقد أن البصمة النارية للتفجيرات والرائحة في مكان الحادث تشيران إلى امكان كون المتفجرات المستخدمة ليست من المادة المذكورة.
ومن قبيل الاجراءات الأمنية المتزايدة منذ بدء الأعمال العسكرية في الشمال، لوحظ توسيع المربعات الأمنية حول منازل عدد من المسؤولين وزيادة عدد العناصر الأمنية باللباسين العسكري والمدني. كذلك، تجري أجهزة أمنية غير رسمية مسحاً للسيارات في مناطق نفوذها، عبر توزيع «بطاقات تعريف» بأصحاب السيارات فيما يبدو أنه محاولة لتحديد أصحاب السيارات التي توقف في المنطقة.
وإضافة إلى العمليات الحمائية، فإن الأجهزة الأمنية أجرت منذ بدء العمليات العسكرية في الشمال تفتيشاً في أكثر من عشرة أبنية، بعدما وردت إليها اتصالات تحذيرية من مجهولين بوجود عبوات ناسفة، تبين أنها كاذبة.
وفي نفس الاطار، ضربت قوة من الجيش اللبناني طوقاً أمنياً عند الساعة العاشرة والنصف من مساء أول من أمس حول حي الشمعون في صيدا والذي يقع فيه مبنى البربير، بعد الاشتباه في علبة كرتون بداخلها بعد الأغراض والاسلاك الكهربائية. وقد كشف خبير المتفجرات في الجيش على العلبة وتبين أنها لا تحتوي على متفجرات في وقت نشر فيه الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي مئات الجنود في جميع شوارع صيدا وأحيائها وخصوصاً أمام المباني الرسمية ودور العبادة.
(الأخبار)