الناقورة ــ آمال خليل
لبنان في سلّم أولويات الأمين العام للأمم المتحدة الكوري بان كي مون. تعهّد قدّمه مجدداً على الشطر الجنوبي منه خلال زيارته الأولى التي تفقّد خلالها حسن السير في حدوده الجنوبية وقوات اليونيفيل المؤقتة في لبنان.
يوم الأمين العام الكوري الجنوبي في جنوب لبنان كان جوياً بمعظمه. بدأه باكراً في مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة التي وصلها على متن طوافة دولية يرافقه ممثله الشخصي في لبنان، وسط إجراءات أمنية مشددة بحرية، للقطع البحرية الألمانية التي «مشّطت» الساحل الجنوبي، وأخرى برّية لوحدات اليونيفيل التي سيّرت دوريات مكثّفة حول المقر، ونشرت بعض عناصرها على أسطح الأبنية المحيطة للمراقبة، إضافة إلى التدابير الأمنية المشددة التي اتخذها الجيش اللبناني الذي امتدّت نقاط تفتيشه من رأس العين حتى الناقورة. وبعد استقباله في صالون الشرف، عقد كي مون لقاء مغلقاً مع قائد قوات اليونيفيل الجنرال كلاوديو غرازيانو والناطق باسمها ميلوش شتروغر وكبار الضباط في الوحدات العاملة في الجنوب. بعد اللقاء، أقيم احتفال على شرفه، حضره كبار الضباط في اليونيفيل والجيش اللبناني في الجنوب، تخلّله استعراض عسكري، قبل أن يضع إكليلاً من الزهر على نصب الجنود الأمميين الذين قضوا منذ عام 1978 ويقف دقيقة صمت على أرواحهم.
قائد قوات اليونيفيل العاملة في لبنان الجنرال غرازيانو رحّب بقائده الأعلى، واستعرض طبيعة المهمة «التي أرسلتهم الأمم المتحدة إلى هنا لتنفيذها» وأثنى على «حجم التضحيات والخدمات الكبير الذي أظهرته طوال 29 عاماً». أما قائد الأمم المتحدة، فإنه أعرب عن حزنه العميق لسقوط ضحايا في الحرب الأخيرة، وتمنّى «أن يسود الهدوء على جانبي الحدود»؛ مؤكداً تمسكه «بمسيرة السلام في لبنان وتنفيذ القرار 1701 الذي ينصّ على نزع سلاح حزب الله وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وخصوصاً في ظل التقارير الاستخبارية التي تشير إلى استمرار تهريب الأسلحة إلى لبنان ما يهدد استقراره». زيارة بان كي مون إلى الناقورة ختمها بلقاء قائد منطقة جنوب الليطاني ومسؤول الارتباط بين اليونيفيل والجيش اللبناني العميد بول مطر وقادة الألوية العاملة في الجنوب، وخصوصاً بعد رفض قيادة الجيش لتصريحاته التي دعاه فيها «إلى رفع مستوى التعاون مع اليونيفيل ومساعدتها على تنفيذ مهماتها». واستكمالاً لجولته التفقدية، انتقل على متن طوافة إلى مقر وحدات اليونيفيل في تبنين، حيث التقى كبار قادتها. وفي قاعدة جوية بين بلدتي مركبا وحولا، حطّ بان كي مون وتوجّه في موكب سيّار إلى تلة العباد في حولا، بعدها حملته الطوافة إلى مقر القاعدة الإسبانية في بلاط حيث التقى قائد القطاع الشرقي في اليونيفيل الجنرال رامون مارتين ألبريسيو ونائبه الكولونيل أوفيد موان. وحضر احتفالاً آخر أقيم على شرفه، تخلله حفل غداء.