استبق رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط التحرك المقرر لنواب الأكثرية غداً في المجلس النيابي والتلويح بعقده لإقرار نظام المحكمة ذات الطابع الدولي، بحملة على رئيس المجلس نبيه بري متهماً إياه بإقفال أبواب المجلس النيابي، ما يشكل خرقاً للدستور ونقطة سوداء لبري أمام التاريخ، ما استدعى رداً من بري أكد فيه أن أبواب المجلس ستبقى دائماً مفتوحة، ومن منطلقات الدستور ذاته.وكان جنبلاط قد حذر أمام وفود زارته في المختارة من حرب جديدة قد تحصل في لبنان. وقال: «في الأساس إننا مع استرجاع كل ارض لبنانية محتلة، ومن ذلك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لكن لهذا الاسترجاع آليات قانونية وسياسية تبدأ باعتراف الحكومة السورية بلبنانية مزارع شبعا، وأن يتم إقرار أو معاهدة بهذا الخصوص بين الحكومتين السورية واللبنانية وبحسب القانون يتم ارسال هذا الإقرار أو المعاهدة إلى الأمم المتحدة كي تعود هذه المزارع والتلال التي انتزعت وسلبت في الخمسينيات والستينيات من لبنان، إليه، لا أكثر ولا أقل»، مؤكداً «أننا لا نريد أن تكون هذه المزارع ذريعة لاستمرار الإتيان بمزيد من السلاح والصواريخ، أو للقيام بمغامرات على حساب الدولة اللبنانية والاستقرار والاقتصاد اللبنانيين».
واستغرب جنبلاط أنه «بدل التركيز على كيفية تحرير مزارع شبعا قانونياً أو سياسياً تم احتلال ساحات بيروت (...) وأصبحنا أيضاً، وكما تردد، أننا على مشارف صيف واعد من خلال حرب جديدة لا سمح الله قد تأتي»، مشدداً على أننا «لا نريد لبنان مجدداً مسرحاً لحروب الآخرين على أرضه».
ورأى أن «عدم فتح أبواب المجلس النيابي من قبل الرئيس نبيه بري للتصويت على قانون المحكمة الدولية، يشكل خرقاً للدستور ونقطة سوداء لبري أمام التاريخ» وقال: «المحكمة ستأتي، ولن تكون ثأراً بل عدالة». مشيراً إلى أن عدم قيام بري «بما ينص عليه الدستور بإعطاء المجلس النيابي فرصة التصويت على قانون مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي، يشكل خطأً كبيراً يرتكبه يومياً بحق العدالة والحقيقة التي نريد كشفها منذ بدء مسلسل الاغتيالات السياسية انطلاقاً من مروان حمادة ووصولاً إلى جريمة عين علق، ولا أدري إذا ما كانت ستنتهي عند هذه الحدود»، متمنياً على الرئيس بري «أن يدرك أن منع انعقاد المجلس النيابي ستسجل عليه نقطة سوداء للتاريخ، لذا عليه فتح أبواب المجلس قبل فوات الأوان، فالمحكمة آتية والعدالة آتية، فليتراجع عن هذا الخطأ وليعد إلى ما قاله أحد كبار القوم في لبنان في 14 شباط في ساحة الحرية السيد علي الأمين: «نحن مع العدالة ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».
وقال: «إنني أعوّل كثيراً على الرئيس بري وعلى شريحة لبنانية ووطنية واسعة من الطائفة الشيعية الكريمة التي أوصى بها الرئيس بري نفسه في مهرجان اختفاء الإمام موسى الصدر في 31 آب من العام الماضي، وقبله أوصى بها الإمامان موسى الصدر، ومحمد مهدي شمس الدين، ولن اعلق اهمية على الآخر المرتبط مالياً وإيديولوجياً «بالفرس» بل أتوجه إلى الشيعة اللبنانيين والعرب. من هنا فإن دور نبيه بري تاريخي وعليه أن يدرك ماذا يفعل. إنما المحكمة الدولية ستأتي مهما حاولوا تجنب العدالة التي لن تكون بالتأكيد ثأراً من أحد». ورأى جنبلاط «أن طريق الاستقلال والسيادة طويل، لكننا سنكمل هذه الطريق رغم كل التضحيات».

رد بري

ورد الرئيس بري على جنبلاط، بما يلي: «لدي معرفة كبيرة بحرصك على الدستور، وأن لا يسجل في تاريخي نقطة سوداء، لذا أطمئنك على أن أبواب المجلس ستبقى دائماً مفتوحة ومن منطلقات ذات الدستور الذي تحرص عليه. أما لجهة المحكمة، فأؤكد أن المجلس النيابي سيقرها وفي مهلة غير بعيدة وسأبقى أحاول أن أجعلها علامة جمع لكل اللبنانيين وليس تمزيقاً لهم كما يعمل بعض مدعي الحرص عليه، وما أظنك منهم».
(وطنية)