بعد أقل من أسبوع على الخلافات والتعديات التي وقعت في بلدتي شانيه ومجدلبعنا (قضاء عاليه)، استمر التوتر مخيماً على العلاقة بين أنصار النائب وليد جنبلاط وأنصار الوزير السابق وئام وهاب، ومتنقلاً خلال الأيام الماضية بين قبرشمون وكفرفاقود وبشتفين في الشوف. فيوم السبت الفائت، حصل خلاف في بلدة بشتفين، عندما كان عدد من مؤيدي وهاب يتناولون طعام الغداء في منطقة الفاخورة الواقعة بين بلدتي كفرفاقود وبشتفين، حسب رواية أحد أبناء المنطقة، حين أتى أحد مناصري جنبلاط وطلب منهم المغادرة. وعندما توجه أنصار وهاب إلى بلدة بشتفين، وقع خلاف أمام صيدلية فياض بين أنصار الطرفين تطور إلى اشتباك بالسلاح الأبيض، نتج منه سقوط ثلاثة جرحى عرف منهم شاب من آل فياض (من مناصري جنبلاط) الذي أصيب بطعنة سكين، وشاب من آل زهر الدين وشخص آخر (من أنصار وهاب). وتدخل الجيش لفض العراك وإعادة الهدوء إلى البلدة.إشكال بشتفين، تزامن مع خلاف بين مناصري الطرفين نفسهما في قبرشمون، ولم يتطور إلى أكثر من تلاسن وعراك بالأيدي بعد تدخل عدد من مشايخ البلدة الذين عملوا على تهدئة المتعاركين.
لكن التهدئة في قبرشمون لم تنسحب على كفرفاقود وبشتفين حيث تجددت الخلافات يوم أمس. فأثناء دخول أحد مناصري الوزير السابق وئام وهاب المدعو باسم زهر الدين، وهو مفوض بلدة كفرفاقود في تيار التوحيد، تعرضت سيارته للتكسير في بلدة بشتفين، كما قال لـ«الأخبار» أحد أبناء البلدة، بعد عراك بين مناصري «الاشتراكي» و«التوحيد» تخلله شهر سلاح، تدخل على أثره الجيش اللبناني ليحسم الموقف، قبل أن يشهد محيط مكتب «التوحيد» في كفرفاقود إطلاق نار ليلاً.
وفي بيان أصدره أمس، اتهم تيار التوحيد أنصار جنبلاط «بنصب كمين مسلح لاغتيال» أحد أعضاء «التوحيد» المدعو فاروق زهر الدين على مدخل بلدة كفرفاقود، ما أدى إلى إصابته مع شقيقه». وذكر البيان أسماء عدد ممن قال إنهم مسلحون شاركوا في «الكمين». وأضاف بيان «التوحيد» إن عضواً آخر في التيار هو باسم زهر الدين الذي كان «يرافقه العضو في الحزب الديموقراطي أسامة زهر الدين» كان يشتري بعض الحاجيات من بلدة بشتفين «فاعترضهم أحد مرافقي الوزير جنبلاط المدعو «ش. ف»، وهو دركي مفصول لحماية جنبلاط، ومعه «إ. ض»، وكان مسلحاً برشاش حربي» ومعهم عدد آخر ممن ذكر البيان أسماءهم، «وشهروا الأسلحة في وجوههم مما أدى إلى تضارب بالأيدي كانت حصيلته انتزاع بندقية حربية من يد «إ. ض»، وإصابة عدد من المسلحين نتيجة للتضارب. وبعدئذ، قاموا بإطلاق النار في الهواء، فتدخل الجيش لتهدئة الموقف».
واستنكر الحزب الديموقراطي اللبناني في بيان له، أمس، الحادث الذي وقع في الشوف وأكّد «أن البعض ما زال يُمارس سياسة العبث بأمن الجبل واستقراره، في وقت نحن بأمس الحاجة فيه الى التحلي بالمسؤولية والترفع عن الصغائر في ظل الظروف المصيرية التي يجتازها لبنان».
من جهته، رأى مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس أن الحوادث المتنقلة «ترجمة لبرنامج الفتن المتنقلة الذي تنفذه بعض التيارات والاتجاهات السياسية، بتكليف من الأنظمة الاقليمية المتحالفة معها، وعلى رأسها النظام السوري، وذلك في إطار بث الفتنة بين اللبنانيين». وأكد الريس أن الحزب التقدمي الاشتراكي «أعطى توجيهاته لكل العناصر والمحازبين والأصدقاء بضرورة عدم الانجرار وراء هذه الحوادث»، لإيمان الحزب «بضرورة حماية الاستقرار في الوقت الذي يلجأ فيه بعض القوى الصغيرة إلى توتير الأجواء والتنقل بالحوادث الأمنية في محاولة منها لإثبات وجودها على الساحة». وذكر الريس أن حزبه «أثبت تمسكه بمشروع الدولة، وهو من الأحزاب القليلة، إن لم يكن الحزب الوحيد الذي يسلم كل من يخالف القوانين من محازبيه ومناصريه إلى القوى الأمنية». وفي رد على سؤال عن امكان عقد لقاء مصالحة او توقيع ميثاق شرف لوقف مسلسل الحوادث المتنقلة، ذكر الريس أن ميثاق الشرف يكون مع من يمثل «حيثية شعبية لا مع العملاء والأزلام». وعن إمكان تعميم تجربة قبرشمون على باقي القرى أكد الريس عدم وقوف حزبه في وجه أي مبادرات في القرى والبلدات تؤدي إلى المحافظة على الاستقرار.
(الأخبار)