li>أكــدت دعمها لـ«ثــورة الأرز» وتوجّهت الى سوريا بـ «آمــال كــبيرة» و«مــن دون أوهام»أمضت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، في بيروت، حوالى خمس ساعات ونصف، بدأتها بزيارة قصر قريطم، وأكدت دعمها لـ«ثورة الأرز»، ووجهت رسائل الى سوريا تتعلق بـ«مكافحة الإرهاب». وأكدت في المقابل «أن الطريق لحل بعض المشاكل يجب أن تمر بدمشق»

وصلت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الى بيروت عند العاشرة إلا ثلثاً من قبل ظهر أمس، على متن طائرة خاصة، وكان في استقبالها في المطار القائم بالأعمال الأميركي كريستوفر موراي، ومعاونة مدير المراسم في وزارة الخارجية ميرا ضاهر. وقد طلبت السفارة الأميركية من الأجهزة الأمنية المختصة في المطار إبلاغ الصحافيين عدم التحدث الى بيلوسي.
ورافق المسؤولة الأميركية رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس توم لانتوس ورئيس لجنة الموازنة هنري واكسمان والنائب من أصل لبناني نيك رحال، والنواب: ديفيد هوبسون وكايث اليسون (أول نائب أميركي مسلم) ولويز سلاغتير.
ومن المطار توجهت، والوفد المرافق، الى قريطم حيث التقت لنائب سعد الحريري في حضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائب غازي يوسف والنائب السابق غطاس خوري وأعضاء وفد الكونغرس. وقالت بعد اللقاء «إن الهدف من هذه الرحلة هو جزء من مسؤوليتنا حيال الأمن القومي للولايات المتحدة. إننا هنا لنرى كيف يمكننا أن نجعل العالم أكثر أمناً، ولنحارب الإرهاب. والأهم من ذلك أن نتمكن من الاطلاع على الوقائع ونكون على بيّنة منها. إن هذا الوفد كان قد زار المنطقة أكثر من مئتي مرة، وكلنا نريد أن نطَّلع على هذه الوقائع. ونأتي إلى لبنان مرة جديدة لنعبِّر عن تضامننا حيال الخسارة الكبيرة للرئيس رفيق الحريري ولتقديم الاحترام مرة جديدة لعائلته وللقاء النائب الحريري. ونأمل أن تتوفر الفرص لنجاح ثورة الأرز التي كانت لبنانية مئة في المئة. نعلم التحديات التي تواجه النائب الحريري وتياره ولبنان، ونعلم أن الطريق لحل بعض المشاكل يجب أن تمرَّ بدمشق. عندما نذهب إلى دمشق سنتحدث عن موضوع مكافحة الإرهاب برمّته، وعن الحرب ضد الإرهاب وعن الدور الذي يمكن لسوريا أن تلعبه في المساعدة أو العرقلة لحل هذه الأمور. وسنتحدث كذلك عن المحكمة الدولية التي من المهم جداً إقرارها لمعرفة الحقيقة والتمكن من المضي قدماً. ومن المسائل التي سنحملها معنا أيضاً ما يتعلق بدور سوريا في العراق ودورها في مساندة حركة حماس وحزب الله، وفي العديد من الأمور التي نظن أننا قد نتمكن من تحقيق تقدم كبير فيها. لذلك نرى أن التطرق الى هذه الحقائق مهم، آملين أن نتمكن من إقامة الثقة في ما بيننا. ليست لدينا أوهام بل آمال كبيرة».
وأضافت: «إن زيارتنا لسوريا ليست مهمة بالنسبة إلينا فحسب، بل بالنسبة الى فريق العمل من أجل العراق الذي يشجع مثل هذه الدبلوماسية ومثل هذا الإشراك».
ورداً على سؤال حول وصف البيت الأبيض لزيارتها إلى سوريا بأنها فكرة سيئة، قالت: «هذا أمر مثير للاهتمام لأن ثلاثة من زملائنا الجمهوريين زاروا سوريا بالأمس، ولم نسمع أي تعليق من البيت الأبيض. لكنني سعيدة بأن ثلاثة من زملائنا البارزين قاموا بهذه الزيارة. إننا نتطلع إلى أن نقارن معهم الملاحظات التي دوّنها كل منّا حيال زيارته، لكنني أعتبر أن فكرة الزيارة ممتازة لهم ولنا».
وقال النائب لانتوس: «إننا ذاهبون الى دمشق بنية واضحة هي جعل مواقفنا بغاية الوضوح للقيادة السورية، ولنقول لهم أيضاً إن من مصلحتهم أن يعودوا الى موقع يتمكنون من خلاله أن يكونوا جزءاً من القوى الإيجابية في المنطقة وألّا يكونوا في تحالف وثيق مع إيران أحمدي نجاد».
وأثنى النائب رحال «على حكومة الرئيس (فؤاد) السنيورة للعمل الجبار الذي تقوم به في ظل أصعب الظروف. إنه من المهم جداً أن يلتئم البرلمان، وأن يسمح للشعب اللبناني بالتعبير عن إرادته، والأهم من كل ذلك الاعتراف بسيادة لبنان ووحدة أراضيه وأن يفسح في المجال أمام حكومة الرئيس السنيورة بأن تسيطر على حدود لبنان وأن تتمكن من أن تعكس تطلعات الشعب اللبناني. وأود أن أثني على ما أنجزه النائب الحريري وثورة الأرز حتى الآن، ونحن نأمل في أن يتمكنوا من مواصلة المهمة الضخمة التي بدأوها».
ولدى مغادرتها قريطم، دوّنت بيلوسي كلمة في سجل الشرف أكدت فيها دعمها لـ«ثورة الأرز» في لبنان.
بعد ذلك زارت ضريح الرئيس الراحل رفيق الحريري في حضور يوسف وخوري ونجل النائبة بهية الحريري نادر الحريري. ومن هناك توجهت الى السرايا الحكومية وعقدت مع السنيورة محادثات موسعة تناولت تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، حضرها عن الجانب اللبناني نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الياس المر، والسفير اللبناني المعين في واشنطن انطوان شديد والمستشاران محمد شطح ورولا نور الدين، وعن الجانب الأميركي وفد الكونغرس.
ثم زارت حوالى الأولى والربع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور النائب علي بزي والمسؤول عن العلاقات الخارجية في حركة «أمل» علي حمدان. وكانت جولة محادثات استكملت على مائدة الغداء. وغادرت عند الثالثة من دون الإدلاء بأي تصريح، متوجهة الى سوريا على الطائرة نفسها التي جاءت فيها. وكان في وداعها القائم بالأعمال الأميركي.
(وطنية)