نادر فوز
واصلت مصلحة الطلاب في «القوات اللبنانية» نشاطاتها، رفضاً لقرارات رئاسة الجامعة اللبنانية التي أدّت إلى تعطيل الحياة السياسية. فبعد الاعتصام الذي نظمته الأسبوع الماضي أمام مدخل كليّة التربية ــ الفرع الثاني، نفذت «المصلحة» اعتصاماً ثانياً على مقربة من مدخل كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية ــ الفرع الثاني في جلّ الديب

احتلّ مناصرو مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية مدخل الفرع الثاني لكلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في جلّ الديب، فحضرت أعلام الحزب وصور «الحكيم» و«الشيخ» بشير و«شهيد المصلحة» رمزي عيراني. وعلت الصيحات عبر مكبّرات الصوت تدعو الطلاب على اختلاف انتماءاتهم السياسية إلى المشاركة في الاعتصام، قبل أن تنتشر عناصر قوى الأمن الداخلي بين المعتصمين. المكبرات نفسها ملأت محيط كلية الحقوق بالأغاني القواتية: «صرخت مدافعنا، وعد يا لبنان، دق الخطر على الأبواب، صرخة مجد»، إضافةً إلى أناشيد أخرى ذاع صيتها خلال العصر الميليشيوي اللبناني.
وجددت اللافتات التي رفعها المشاركون رفضها لإلغاء العمل السياسي في الجامعة، ومما كتب بخط اليد: «حظر العمل السياسي سلخ الطلاب عن مجتمعه»، «إلغاء العمل السياسي هو تفريغ الحركة الطلابية من مضمونها»، «إنّ للطلاب كلمتهم وسيبقى صداها مسموعاً». كما عُلّقت لافتة قماشية بالقرب من أحد المقاهي المجاورة لمدخل الكليّة كتب عليها: «نعم لانطلاقة حرية العمل السياسي في الفروع الثانية». اخترع المنظمون منبراً خشبياً وضعوا خلفه صوراً لـ«الحكيم» و«الشيخ» وعيراني ولافتة «الفروع الثانية وجدت لتبقى حرّة ديموقراطية». وحيّا نائب رئيس خليّة «القوات» في كلية الحقوق ــــــ الفرع الثاني جان بدوغليان الطلاب و«خصوصاً القوى السيادية المتمثلة بأطراف 14 آذار»، كما أشار إلى «أنّنا سنتابع الاعتصامات التي انطلقت من كلية التربية الأسبوع الماضي حتى تحقيق مطلب إعادة الحياة السياسية إلى الجامعة اللبنانية. أما رئيس الخليّة رودريغ خوري، فأشار إلى تزامن اعتصام «الحقوق» مع اعتصام «نواب الأمةّ، نواب ثورة الأرز الأحرار لأنّ رئيس المجلس عطّل المجلس وخطف إرادته»، الذين «سيجبرون نيرون عين التينة وعبد بعبدا على احترام الدستور». ورأى خوري «أنّ من أوقف النشاطات السياسية في الجامعة اللبنانية هو نفسه السوري وعملاؤه، العاجز والخائف الذي يعجز عن سماع صوت معارضيه». وأشار إلى السماح لحزب الله بتنظيم المحاضرات السياسية في الفروع الأخرى، إضافة إلى موافقة رئاسة الجامعة على نشاط لـ«التيار الوطني الحر» في كليّة الإعلام. تابع خوري خطابه الحماسي وجدّد هجمته على «عملاء سوريا»، فرأى أنّ مقولة الدين للّه والوطن للجميع تحولت إلى «الرأي رأي الله، والحكم حكم الله، والسلاح سلاح الله والحزب حزب الله، والنصر نصر الله»؛ ليفصح بعدها عن «حقيقة» جديدة: «إنها لعنة الله».
وألهب كلام خوري القواتيين، بعدما طالب بالعودة الحضارية إلى حرية العمل السياسي الطلابي في الفروع الثانية التي ترافقها غيبوبة فرقاء أجبرتهم التحالفات المستجدّة على القبول بالظلم والقمع، لافتاً إلى «أننا سنتابع النضال للحصول على حقوقنا وحقوق غيرنا». كما وصف خوري كليّة الحقوق بـ«قلعة القوات الأبية»، وأنهى خطابه قائلاً :«انقضوا هذا الهيكل، وأنا سأبنيه في ثلاثة أيام، لأنّ الآلاف والقوافل ممّن رووا أرضي بدمهم سيمتشقون السيوف ولن يتركوا حجراً على حجر حتى تعود الشرعية إلى قلعتهم».
ودعا عضو الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية إدي أبي اللمع أنصار «القوات»، إلى التعاطي بمثالية وأخلاقية «لأننا قدوة ومثال للديموقراطية والحرية في هذا الوطن»، وأشار إلى ضرورة إقامة النقاشات والحوارات في قاعات الجامعات، مشيراً إلى أنّ ما يحصل شبيه بما يجري في المجلس النيابي. وأكد أبي اللمع «أنّ منع النشاط السياسي داخل الجامعات منافٍ للديموقراطية والعمل الحر»، مشيراً إلى إمكان استبدال هذا الموقف بآلية تحترم ديموقراطية العمل السياسي وتحدد بعض الضوابط، «فلا يبقى علينا إلا احترام هذه الضوابط التي يمكن أن تتمثل بالصبر وطول البال واحترام الآخر والذات والتمسك بعملنا وقضايانا السياسية».
من جهتهم، يرى معظم الطلاب المشاركين في الاعتصام أنّ قرارات رئاسة الجامعة متناقضة مع الدستور اللبناني الذي يكفل لجميع المواطنين حرية التعبير عن آرائهم. ويعتقد جان أنّ الهدف من إجراء الانتخابات «إشعال المعارك في الفروع الثانية للجامعة اللبنانية»، إذ إنّ نتائج الانتخابات في الفروع الأخرى محسومة، وبالتالي «ضرب الفروع الثانية تمهيداً لإغلاقها»، هذا ما لن تسمح به القوات اللبنانية.
من جهة ثانية، لم تشارك جوان «العونية» في الاعتصام، لأنّها ترى أنّ التحّرك مسيس بشكل كلّي «ويجري من خلاله العمل على تكريس الهجمة على التيار»، علماً بأنّ العونيين تركوا لمناصريهم حريّة المشاركة أو المقاطعة.