strong> فاتن الحاج
احتضنت أمس ملاعب الجامعة اللبنانية ـــ الأميركية في بيروت «اليوم العالمي للتراث»، فتبارى طلاب النوادي الثقافية في نقل تراث البلدان التي يمثلون، «بعيداً عن السياسة». فالحيِّز الذي اختاره النادي الثقافي الفلسطيني، كان كافياً لعرض صور «بالأبيض والأسود» عن فلسطين قبل 1948، وتحف «جدودنا اللي تهجروا»، وفن التطريز، والقهوة والعوامة والقطايف والمعكرون الفلسطيني. لكنّ «الشادر»، والعلم المرسوم بـ «الحجارة» ورسوم ناجي العلي الكاريكاتورية أبت كلّها إلاّ أن تذكّر بقضية العرب الأولى.
وترشدك بوابة «عشتار» المحاذية لجناح النادي الفلسطيني إلى التراث العراقي. يتحمس أعضاء النادي الثقافي العراقي للحديث عن المناطق الأثرية من خلال عرض سريع لصور بواسطة «السلايد»، من دون أن ينسوا تعريف الزائر بالزي التقليدي و«الغطرة» العراقية أي الكوفية، و«السماور» الذي يستخدمونه للشاي. يتذوق الزائر «المن والسلوى» و«الكليشا» بالتمر.
وقد يكون من باب الصدفة أن يقابل الجناح الكويتي الجناح العراقي في اليوم التراثي هذا العام، إلاّ أنّ رئيسة النادي الكويتي فرح الهاشمي تنوي في العام المقبل أن تمد بين الجناحين ما سمته «جسر شط العرب»، «لنجذب الزوار إلى متانة العلاقة بين الطلاب العراقيين والكويتيين في الجامعة». في الجناح معالم تدل على افتقار الكويت للمياه في الماضي من البئر القديمة إلى الأبراج لتخزين المياه الجوفية. ويخصص النادي الكويتي مساحة للعلاقات اللبنانية ـــ السورية عبر عرض صور تجمع رؤساء لبنانيين وكويتيين سابقين. من جهة ثانية، تشرح فرح التي ارتدت «الدراعة» الكويتية (الزي الكويتي القديم) أنّ «موسيقانا ليست كويتية صافية، بل تمزج بين التراث الهندي والإيراني»، نظراً لاختلاط الثقافات.
من جهتهم، استحضر طلاب النادي الثقافي الأرمني اللباس الفولكلوري الأرمني والوجوه الأرمنية البارزة زمنهم الفنانان شارل أزنافور، وشير ساركسيان، وذكّروا بالمجزرة الأرمنية من خلال الصور. وتتعرّف في الجناح على «تحينوف هاش» أو خبز الطحين، و«كونفا» من الحلويات الأرمنية.
وتتذوق في «ستاند» النادي الثقافي السوري «الزعتر» الحلبي والحلويات الشامية، بينما يجمع النادي في جناحه طاولة الزهر، و«القبقاب» وموسيقى «يا مال الشام». واللافت عبارة الاستقبال «يا هلا عيوني هلا، يا أهلين وسهلين».
يصدح صوت السيدة فيروز من الجناح المحاذي، لا بد أنّه الجناح اللبناني الذي ارتأى نادي «اليونسكو» في الجامعة أن يكون على شكل بيت جبلي يضم المطبخ اللبناني وجلسة «الصوبيا»، والزي الفولكلوري اللبناني.
ويضم الجناح الأردني «الحطة» أي الكوفية، وصوراً لمناطق لها طابع تراثي وسياحي و«القعدة» الأردنية. ويستضيف «بيت الشَعَر» السعودي عازف العود ومحبي الرقص والغناء، فيما يخصّص النادي السعودي جناحاً لتاريخ المملكة السعودية وزاوية للكعبة الشريفة.
ورأى رئيس الجامعة الدكتور جوزيف جبرا في افتتاح اليوم التراثي أنّ بعض الذين يحدثوننا عن حروب الحضارات لا يعرفون كثيراً عن التاريخ، داعياً الطلاب إلى أن يكونوا جسراً بين الناس يجمعون بينهم ويخففون الفوارق.