كامل جابر
ينضوي نحو 3529 طفلاً جنوبياً، من 14 بلدة وقرية، منذ قرابة أربعة أشهر، تحت سقف المشروع النفسي ـــ اجتماعي، المدعوم من المفوضية الأوروبية، وتنفذه منظمة «حركة من أجل السلام (MPDL)» الاسبانية؛ إذ يجري تعميمه عليهم من خلال 21 مدرسة رسمية وعشرة مراكز أهلية مختلفة، خضعت قبل أي شيء لتأهيل ضروري شمل إعداد قاعات ومراحيض مخصصة، وطلاء الجدران بألوان تساهم في استرخاء الأطفال وإنشاء حدائق تتوافر فيها بعض اللعب الضرورية، «بغية تأمين أجواء نظيفة للأطفال خالية من التلوث، نهدف إلى الترفيه والترويح عنهم بعد الحرب التي عاشوها بين آب وتموز من العام الماضي؛ لذا قمنا بطلاء الجدران بألوان اختارها الأطفال أنفسهم، في قاعات أهّلناها وأعددناها وجهزناها، في المراكز والمدارس الراغبة في استيعاب المشروع»؛ والكلام للمشرف العام السويدي ألبرتو بوكانيغرا.
أمّنت المنظمة المكتبات الخشبية للمدارس المشاركة في المشروع «وهي كانت معدومة»؛ وكذلك المواد الحرفية للأشغال والمعدات الموسيقية والتجهيزات الرياضية، ثم بدأت تنفيذه على محاور عدة؛ تدريب الأهالي والأساتذة بالتعاون مع مؤسسة «نبع» في منطقة صيدا، و«بيت الطلبة الرساليين» في منطقة النبطية، وهو ما أسس للمرحلة التالية، التدريب من طفل إلى طفل؛ وبالتعاون مع المجلس الأعلى للطفولة التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، لتدريب الناشطين الاجتماعيين الحاملين للأهداف عينها.
أما الجانب الأساس للمشروع، فهو الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، من خلال متابعة ثلاثة اختصاصيين، يراقبون الأطفال الذين يعانون اضطرابات نفسية، أو تصرفات انفعالية، بإشراف متخصصين في علمي النفس والاجتماع؛ إذ يتابعون سلوكهم، عاداتهم، ونومهم؛ وبعد اكتشاف الحالات المتفاقمة تحال على أطباء متخصصين.
ويتناول بوكانيغرا حملات التوعية المترافقة للأهالي في كل أسبوع التي يحضر إليها الأساتذة والأهل ومندوبو المنظمات الأهلية المشاركة، «والكلام على الحالات والأمراض النفسية. ومع لجان الأهل في كل مدرسة وفي كل قرية، لنشرح المشاكل التي لها علاقة بالحرب؛ هناك تجاوب كبير بدأنا نلمسه تجاه هذه الحملات، ونراه يوماً بعد يوم نحو المزيد من النجاح، وسوف يستمر هذا الأمر إلى نهاية شهر أيلول المقبل».
يجد المعنيون في الجانب النفسي صعوبة مع الأمهات في إحالة الأطفال المضطربين إلى متخصصين، ومقاطعة من الآباء؛ بيد أن الأمهات التحقن في المشروع بعد تجاوب أطفالهن. لذا لجأت المنظمة إلى عدد من الشخصيات المحلية، منهم رؤساء البلديات، للمساعدة على التوعية، التي هي من أسس المشروع المتنقل من قرية إلى قرية، ومن مدرسة إلى أخرى، لكي ينطلق ويكتمل.