أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة رداً على أسئلة الصحافيين خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في السرايا الحكومية أمس لإطلاق الحسابات القومية لعام 2004، أنه لا بد من إعادة العمل إلى مجلس النواب لإقرار عدد من مشاريع القوانين المحالة اليه «تمكّننا من الاستفادة مما تعهدت به الدول الشقيقة والصديقة في مؤتمر باريس 3». وكرر أن «لا حلول الا من خلال الحوار». وإذ أشار الى أن «الحكومات التي تقوم على الوحدة الوطنية موجودة في كل الدول»، أوضح أن المعارضة والموالاة لا تجتمعان من دون هدف، بل «تجتمعان على برنامج عمل وخطة تحسم السياسات التي ستلتزم الحكومة بها».ووصف مساعي المملكة العربية السعودية بأنها «جيدة وخيّرة ومستمرة ونحن، بعد مؤتمر القمة العربية، ننتظر تطور بعض الأمور، ونستمع ما هي الملاحظات على مشروع المحكمة التي استمع اللبنانيون جميعاً لكلام سياسي كثير عن تأييدها، لكنهم يستغربون حين يسمعون كلاماً بتأييد المحكمة ثم يرون أفعالاً مغايرة».
واتهم المعارضة بـ«تسييس المحكمة»، معتبراً أن الموالاة «أقدمت على التنازل منذ البداية حين قالت إنها حاضرة لتأليف حكومة على أساس 19+10+1».
ورداً على سؤال عن زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الى دمشق، قال السنيورة: «نحن كنا من أشد المرحبين بالتواصل بين المملكة العربية السعودية وسوريا. كذلك نعتقد أن هناك ضرورة للتواصل بين الأشقاء السوريين والعالم الذي ينقل إليهم موقفه، وهذه الخطوة ليس لنا دور فيها، وهو قرار من قبل رئيسة الكونغرس الأميركي ولا علاقة لنا به ولا يغضبنا ولا يرضينا. ما يهمنا هو أن يدرك الجميع أن اللبنانيين حريصون على استقلالهم وسيادتهم على علاقات جيدة جداً مع سوريا مبنية على احترام متبادل»، مكرراً قوله «إن لبنان لا يحكم ضد سوريا ولا يحكم من سوريا».
وأكد السنيورة أن الجيش اللبناني «لم يعثر على أي عملية تهريب للسلاح عبر الحدود»، لكنه اشار الى «قاعدة شرعية تقول إن الله سبحانه وتعالى لم يُرَ لكنه عُرف بالعقل». ورأى أن الحديث عن تحضير مصدر وزاري لإقرار المحكمة الدولية «لا أساس له».
واستقبل السنيورة السفير السعودي عبد العزيز خوجة الذي أوضح أن البحث تناول مشاورات ما بعد القمة العربية، وشدد على أن «الحوار هو السبيل الوحيد لتهدئة الأمور بين الأطراف»، مؤكداً أن الحوار بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري «سيستأنف قريباً جداً»، رافضاً تحديد موعد له لدواع أمنية. وأكد أنه وجد لدى السنيورة «كل تجاوب لاستمرار الحوار»، ونفى «وجود مبادرة سعودية»، موضحاً أن «الاتكال هو على الاتفاق اللبناني».

... وبري يرد

ورداً على كلام السنيورة وتشديده على أن المجلس سيد نفسه، صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري البيان الآتي: «القول بأن يكون هناك توافق على الحكومة وإعادة شرعيتها وإجماع على المحكمة قبل انعقاد جلسة مجلس النواب وفي هذه الدورة، أصبح في رأي دولة الرئيس السنيورة ضد كون المجلس سيد نفسه، ولا بد في رأيه من السير بالمخالفات الدستورية حتى يحظى بهذه السيادة، غريب هذا المنطق».
( الأخبار)