أعلن نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن السلطة أقفلت أبواب الحل، كاشفاً عن أن بعض القوى فيها يراهن على حرب أميركية ضد إيران، وأشار إلى أن الأزمة طويلة والحوار لن يصل الى نتيجة، معلناً أن المعارضة ستستمر في برنامجها مهما كانت الصعوبات.كلام قاسم جاء في كلمة خلال احتفال للحزب في «مجمع سيد الشهداء» في الرويس مساء أمس بمناسبة ذكرى المولد النبوي، استهلها بالتنبيه من التحريض المذهبي، مؤكداً أنه «ليس في قاموس حزب الله محلّ للفتنة بين السنّة والشيعة، وسنمنعها مهما كلّف الثمن، وسنطفئ أي شرارة تنطلق من حاقدين أو أعداء بطرق مختلفة».
وأوضح أن الرئاسات الثلاث في لبنان موزّعة على أساس الهوية الطائفية والمذهبية، ولكن لا علاقة لها بالانتماء إلى المذهب أو الطائفة أو الدفاع عنهما، مؤكداً أنه عندما نعترض على أداء رئيس الحكومة لا يكون ذلك موجهاً الى الموقع المذهبي».
وتناول موضوع المقاومة، مؤكداً أنها «ليست مجموعة مسلحين بل هي مسار وموقف وليست سلاحاً فقط». ورأى «أن القرار 1701 لم ينه الأزمة في الشرق الأوسط، بل أنهى مرحلة من المراحل وأوجد ظروفاً خاصة لها علاقة بمرحلة ما بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، وهذا لا يمنع المقاومة من أن تكون مستعدة وجاهزة لأي طارئ».
وتطرق الى حرب تموز و«هزيمه إسرائيل فيها على كل المستويات»، وأشار إلى أن المحاضر الإسرائيلية حول الحرب أخفت أسماء بعض اللبنانيين والعرب حفاظاً على العلاقات مع هؤلاء، «لكن سيأتي يوم وتكشف إسرائيل بنفسها عن المتآمرين الذين طلبوا استمرار العدوان للقضاء على حزب الله».
وفي الشأن السياسي والحوار مع الموالاة قال قاسم: «تعبنا معهم ولا نعرف ماذا يريدون. نصل إلى اتفاق ثم يرفضونه، يعطونا التزاماً ثم يتراجعون عنه». وأضاف: «إذا كان المقياس هو اتفاق الطائف ونحن نتمسك به وأنتم تقولون إنكم تتمسكون به فلماذا تسقطون المؤسسات الواحدة تلو الأخرى بدءاً من رئاسة الجمهورية؟».
وأوضح قاسم أن المشكلة مع الموالاة هي في المشاركة لا في المحكمة، لكنهم اختبأوا وراء المحكمة لرفضهم المشاركة ورغبتهم في الاستئثار بالسلطة والبلد»، معتبراً أن من يريد أن تقر المحكمة تحت الفصل السابع لا يريد المحكمة لكشف قتلة الرئيس رفيق الحريري ومعاقبتهم بل للاعتداء على لبنان». وأكد أن السلطة أقفلت أبواب الحل وتراهن على الوقت، مشيراً الى أن بعض القوى فيها «أسرّت إليه الإدارة الأميركية أن حرباً قادمة على المنطقة من خلال ضرب إيران، وطلبت من هذه القوى الانتظار شهرين من الآن، لأن إيران ستضعف ومعها دول المنطقة، وكذلك المعارضة وحزب الله، وعندها تأخذون ما تريدون». لذلك، أضاف قاسم: «الحوارات جيدة ومفيدة، لكنها لن تكون لها نتيجة».
وأكد قاسم أن الحرب لن تكون نزهة «وستدعس أميركا كما دعست إسرائيل» في حرب تموز، داعياً المراهنين على الحرب إلى مراجعة حساباتهم، مؤكداً أن أي حرب يمكن أن تأتي لن تكون نتائجها سلبية على حزب الله أو على المعارضة «فلدينا من الحصانة والثبات ما يجعلنا عصاة على التحديات وأقوياء في الميدان». ولفت الى أن ما «كانت تقبل به المعارضة اليوم لن تقبل به بعد شهرين أو ثلاثة، وبعد تغيّر المعادلات والظروف، وهي ستستمر في برنامجها مهما كانت الصعوبات»، مشيراً إلى أننا أمام خيارين: إما يسقط لبنان أو يرفع لبنان من مأزقه وينتصر».
وكانت كلمة لعضو تجمع العلماء المسلمين الشيخ أحمد الزين الذي شدد على الوحدة الإسلامية ورفض التفرقة المذهبية، مؤكداً «أن الصراع في لبنان ليس طائفياً ولا مذهبياً بل هو سياسي»، داعياً العلماء إلى الوقوف مع المقاومة التي «لا نقبل أن تمسّ أو يمسّ سلاحها».
(الأخبار)