strong> جوان فرشخ بجالي
مقابر مبنية من الحجر الكلسي الأبيض وضعت في داخلها نواويس من الطين، وأخرى من خشب تعود الى الفترة الرومانية اكتشفت على تقاطع طريق الشام – المتحف خلال عمليات البناء التابعة للجامعة اليسوعية. هذا الاكتشاف ليس الأول من نوعه في هذه المنطقة الواقعة خارج أسوار مدينة بيروت الرومانية التي كانت تُستعمل كمدافن، تماماً كتلّة الأشرفية ومنطقة رأس النبع. فريق من علماء الآثار المختصين بحفريات الإنقاذ والتابعين للمديرية العامة للاثار بدأوا فوراً العمل على الموقع ومتابعة سير ورشة البناء. ويقول مسؤول التنقيبات في المديرية العامة للآثار، أسعد سيف، «إن الإشراف العلمي على هذه الحفريات سيكون من الطرفين: الجامعة اليسوعية والمديرية، مؤكداً أن الجامعة ستتكفل بكل مصاريف الحفريات التي ستستمر لمدة خمسة أشهر وستتوسع لتشمل كامل المساحة العقارية المقرر البناء عليها».
الجدير بالذكر أن المقابر اكتُشفت على عمق يقل عن المتر الواحد تحت مستوى الطريق المعبد الذي كان يستعمل سابقاً. وقد حفرت في الرمل الاحمر الذي يطلق عليه علماء الآثار تسمية «رمل بيروت» إذ إنه يمتد من خلدة حتى الاشرفية. أما بالنسبة إلى المقابر فتشرح كريستين مطر المسؤولة عن الحفريات «أن بعضها كانت قد استُخدمت لدفن عدة أشخاص، على مراحل مختلفة. ففي بعض الحالات، يبدو أن العظام كانت قد أُزيحت من مكانها، وتكدست في طرف الناووس ومن ثم وضع فوقها جثمان آخر. أو في حالات أخرى كانوا يدفنون الأموات بعضهم فوق بعض، ويضعون قربهم القطع الزجاجية الصغيرة بحسب العادات التي كانت متّبعة». ومجمل هذه المقابر عبارة عن بناء بسيط من الحجر الكلسي الضخم الذي كان يضع الميت في داخله مباشرة او في ناووس من الطين، او من الخشب الذي تفتت مع الزمن ولم يبق منه الا المسامير الحديدية. العمل على الموقع سيتسمر الى أن تكشف تلك القبور كل أسرارها.