عمر نشابة
خلال المرحلة الأولى من عمل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وآخرين، برز اسم زهير محمد الصديق شاهداً ومشتبهاً فيه. وذكر التقرير الأول للجنة أن الصديق «زوّد اللجنة بمعلومات مفصّلة عن الجريمة، ولا سيّما في ما يخصّ مرحلة التخطيط» (الفقرة 104). وتذكر الفقرة ذاتها أن الصديق «صار في ما بعد مشتبهاً فيه». وذكر التقرير نفسه، في الفقرة 106، أن الصديق «زعم أن المسؤولين السوريين السبعة الكبار والمسؤولين اللبنانيين الأربعة الكبار كانوا ضالعين في الخطّة (اغتيال الحريري)». ومن المرجح أن لجنة التحقيق الدولية كانت قد اعتمدت على إفادة الشاهد المشتبه فيه، من أجل إصدار توصية إلى القضاء اللبناني بتوقيف مشتبه فيهم لبنانيين من ضمنهم «الضباط الأربعة» المذكورون في التقرير. وبالفعل اعتقلت السلطات اللبنانية الضباط الأربعة منذ 19 شهراً. كما كان القضاء اللبناني قد ادّعى على الصدّيق وأصدر مذكّرة بتوقيفه. لكن ذلك لم يحصل حتى اليوم.
هل من العدل أن يُسجن بعض من المشتبه فيهم لمدة 19 شهراً بينما يسرح مشتبه فيه آخر حرّاً في العاصمة الفرنسية باريس؟ وكيف يقبل الرئيس شيراك أن تمتنع السلطات الفرنسية عن تسليم مشتبه فيه بقتل صديقه الى القضاء؟