فداء عيتاني
أخيراً، وبعد أكثر من عام على توقيف عناصرها، وعدم توجيه الاتهام إليهم، وبعد اعتقال أحد الشبان اليافعين لمدة تسعة أشهر ومنع المحاكمة عنه لاحقاً، تم الادعاء على ما يعدّ «شبكة دعم للقاعدة في لبنان»، وبعض عناصرها «المتورطين في أحداث الضنية». فقد قُدّم الادعاء من قاضي التحقيق الأول لدى المحكمة العسكرية رشيد مزهر على 32 شخصاً ينتمون الى تنظيم القاعدة، واتهمهم بالإقدام «على تأليف عصابة تمهيداً للقيام بأعمال إرهابية وتزوير أوراق رسمية ونقل أسلحة».
وقد تبيّن، وفقاً للقرار الاتهامي، «أنّ المدعى عليهم، وعلى رغم اختلاف جنسياتهم، جمعتهم عقيدة واحدة وأفكار هادفة الى الجهاد لتحرير العراق من الاحتلال الأميركي. وتحقيقاً لرغبتهم هذه، بايعوا أنفسهم لأمراء تنظيم القاعدة، وقد أقدم هؤلاء الأمراء لاحقاً على تعديل وتحويل مهمتهم وتوجيهها الى الأنظمة العربية لبعض الدول التي كفّروها في العالم العربي والاسلامي وبعض الطوائف اللبنانية».
كما جاء في القرار انهم «من وجهة نظرهم الشخصية، اتخذوا من سوريا مقراً لهم وتوزعت أدوار أفرادها بين أمير لها تمت مبايعته والتزام أوامره وبين ممول بالمال والسلاح ومزور يؤمن المستندات اللازمة المزيفة، وهويات من مختلف الجنسيات لضمان تنقلات الأفراد، وبين آخرين يقومون بتدريبات عسكرية وامنية بعد الخبرة التي اكتسبوها من اشتراكهم في معارك في افغانستان والتوصيات العائدة إلى كيفية التعامل مع المحققين وتضليلهم في حالات التوقيف والتزام السرية التامة، فيما انحصر نشاط بعض المدعى عليهم في لبنان بتأمين البريد الإلكتروني واستئجار الشقق لتخزين الاسلحة والعتاد وتخبئة القادمين من سوريا وتجنيد الشباب لصالح تنظيم القاعدة».
ويضيف الادعاء «وتبين أن ارتباط بعض المدعى عليهم بعلاقة صداقة مع المدعو احمد ابو عدس الذي اختفى قبل شهر من ظهوره في تسجيل على شاشات التلفزة متبنياً اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ادى الى كشف هذه المجموعة الارهابية من جانب الأجهزة الأمنية».
وفي مقابل القرار الادّعائي، قال لـ«الأخبار» مَن وصف نفسه بأنّه متحدّث باسم «جهة الدفاع عن المجموعة اللبنانية والعربية والإسلامية التي تناصر المقاومة في العراق»: «إنّ فرع المعلومات، وبالتعاون وتلبية لطلب الأميركيّين، كان يحاول ايجاد ذريعة لضرب حزب الله في لبنان، وقام باعتقال مجموعة من المقاومين في العراق، بغية اثارة حساسية سنية شيعية حيث سيصور للسنة انه ينزع سلاحهم مما يدفعهم للمطالبة بمعاملة الشيعة بالمثل. وتعزز الموضوع بعد أحداث الطريق الجديدة التي هدفت الى اسقاط قدسية السلاح عن المقاومة العراقية كما عن حزب الله. وفرع المعلومات، كما الاميركيون، متأكد من أنه، وبهذه الخطوة، لن يترك المجال امام حزب الله للدفاع عن المقاومة العراقية العاملة في لبنان». ويضيف المتحدّث نفسه إنّ مَن اعتقلوا هم من النخبة، وبينهم طبيب جرّاح ومهندس إلكترونيات وطلاب جامعيّون».
الجدير بالذكر أنّ المعتقلين هم من الجنسيات اللبنانية والفلسطينية والسعودية والسورية.