وجّه شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نصر الدين الغريب أمس كلمة الى أبناء الطائفة الدرزية عبّر فيها عن ألمه لما يرى ويسمع وما يحدث «في جبل بناه آباؤنا وأجدادنا بالجهد والتضحيات واستطعنا أن نُحافظ عليه بالحكمة والروية وبالقوة والبأس».وإذ رأى «أننا اليوم نتعرّض لامتحان يصعب تجاوزه إلاّ بالعزيمة الثابتة والإرادة الصلبة» سأل «ما النفع وما الفائدة من نصرٍ يقضي على مقومات هذا الجبل وما الفائدة من غلبة تقوض ما بنيناه» مشيراً الى أن السلاح لا مكان له «بين الإخوة والأحباء إلاّ للدفاع عن الوطن والذود عن حدوده وصون كرامة الأمة جمعاء لنبقى عزيزين مكرمين، فلا يغرنكم المال والسلاح فكم من مال وسلاح ذهب بالأمم وكم من فقرٍ ووحدة رفعاها الى ذرى المجد».
وأهاب الشيخ الغريب بأبناء الطائفة أن «يكونوا إخوانا متعاضدين وأن تفوتوا الفرصة على أعداء الوطن الذين لا يريدون أن يروه إلاّ مشتعلاً حتى ينعموا بالعزة والرخاء»، وقال: «إن الاختلاف بالسياسة والتعبير لا بدّ أن يكون فلا ينبغي أن يفتك ويودي بنا الى الهاوية، فالحذر الحذر أيها الإخوان قبل فوات الأوان وانظروا بالبصائر لا بالأبصار»، وتوجه الى المشايخ في كل بلدة في الجبل الذين يستطيعون إطفاء «النار اينما اشتعلت» للعمل على وأد الفتنة.
وسأل الغريب «الزعماء والنافذين الى أين تذهبون بهذا الشعب الطيب، أتسمحون بأن يكون مصير أولادكم الى الهلاك؟. أفما تحسبون أن أبناء الناس كأبنائكم ولهم أباء وأمهات ومهج وقلوب. فالى أين تؤدي هذه الخطابات النارية والكلام النابي الذي خرج عن المألوف؟. فالأحرى بكم التضحية بمواقعكم السياسية وليس بهذا الشعب النبيل الذي لا يدري بعضه الى أين المصير».
( الأخبار)