إبراهيم عوض
«الشيخ سعد الحريري ذهب الى الرياض لرؤية عائلته وليس لأي أمر آخر».
بهذا التوضيح استهل قطب بارز في تيار «المستقبل» حديثه الى «الأخبار» مؤكداً أن المملكة العربية السعودية «لم ولن تتدخل في شؤون تعني اللبنانيين وحدهم، وقد أعلن ذلك بوضوح سفيرها في لبنان عبد العزيز خوجة رداً على تمني رئيس مجلس النواب نبيه بري برعاية السعودية على أراضيها مؤتمراً للحوار يجمع الفرقاء اللبنانيين، مرحباً بمجيئهم الى العاصمة السعودية ولكن بعد ان يتوصلوا الى اتفاق في ما بينهم لا قبل ذلك».
ويثمن هذا القطب دور المملكة في إخماد نار الفتنة التي كادت أن تندلع في لبنان بين السنة والشيعة، ويشير الى أن استقبالها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد كان له الأثر الأبرز في هذا المجال. الا أنه يبدي تخوفه من استمرار حال الاحتقان في الشارع السني «نتيجة الاستفزازات التي تصدر عن الشارع المقابل»، محيلاً من يتشكك في قوله هذا الى الشارع الطرابلسي بالتحديد «الذي سيسمع منه رفضه واستنكاره واستعداده لمواجهة محاولات الهيمنة التي يعمل فريق لفرضها على فريق آخر».
ويلفت القطب البارز في هذا المجال الى ما يبذله «المستقبل» من جهود لتهدئة خواطر ابناء المدينة، ويذكّر «كيف تم تجنيبها مرحلة جديدة من الاضطراب كادت تعيد شبح الحرب إثر الحوادث التي جرت بين منطقتي بعل محسن وباب التبانةيوم دعت المعارضة الى الاعتصام والتظاهر في 21 كانون الثاني الماضي». ويسأل: «هل الهجوم على الرئيس فؤاد السنيورة لا يمثّل تعدياً على الشارع السني، خصوصاً ان السيد حسن نصر الله منّن الطائفة السنية ــ بشكل او بآخر ــ بأنه سيبقي كرسي رئاسة الوزراء مخصصةً لها؟». كما يرى ان جلسات الحوار التي جرت بين الرئيس بري ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري انتهت الى «لا شيء»، محملاً الأول مسؤولية ذلك «لأن قراره ليس بيده وهو موجود في مكان آخر خارج الحدود اللبنانية».
ويحمل القطب على من يحاول إظهار تيار «المستقبل» بأنه معادٍ للمقاومة ومرتهن لوصاية أجنبية ويؤكد أن التيار «في من يمثل هو في طليعة المدافعين عن العروبة ورافعي رايتها، فيما هناك آخرون من مدعي الوطنية والتصدي لاسرائيل لم يترددوا في التودد إليها».
ويستغرب هذا القطب تهجم المعارضة على فريق الاكثرية لجهة رفع 70 نائباً منه الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون وثيقة تتعلق بالمحكمة الدولية، ويؤكد أن إقرار مشروع المحكمة سيحصل «فينا وبلانا» من منطلق ان هذه المحكمة هي «نتيجة قرار دولي كبير لا رجعة عنه» متمنياً في الوقت نفسه ان يجري التفاهم حول هذا المشروع داخل البيت اللبناني وذلك أفضل من أن يفرض عليه.
ولدى سؤاله عن جدوى المحكمة بعد أن أصدرت الاكثرية ومن بينها تيار «المستقبل» حكماً مسبقاً وحددت المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أجاب أن «الاتهامات المذكورة لم تأت من فراغ. فمن كان يدير لبنان سياسياً وامنياً، وأعني هنا الأجهزة السورية ومخابراتها، يعرف الصغيرة والكبيرة فيه و«يفلي» النملة لذلك من غير المعقول أن تمر جريمة بهذا الحجم دون ان تكون على علم بها. وما أقوله عن هذه الاجهزة يقودني الى الحديث عن «حزب الله» وفي معرض التساؤل ايضاً عن إخفاقه في كشف هذه الجريمة مسبقاً وهو الذي عجزت اسرائيل عن تسجيل أي اختراق له».
وعن رأيه في تصريحات ومواقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع التي يخالفان فيها احياناً خط تيار «المستقبل» وتوجهاته قال القطب البارز ان «لكل من الاثنين خصوصيته وطريقته في التعبير. فكما أن هناك في الفريق الآخر من يقذفنا بصواريخه اللاذعة والجارحة ولا يدع احداً منا إلا وينتف ريشه، فإن كلام جنبلاط وجعجع يأتي للرد على هؤلاء، وهذا يساعد من وجهة نظرنا على تنفيس الاحتقان داخل الشارع السني. كما نرى أن من الأفضل أن يصدر عنهما حتى لا نلجأ الى ذلك فنزيد الأوضاع تأزماً وتشنجاً وتوتراً».