طرابلس ــ نزيه الصديق
إحياءً لذكرى مرور 60 عاماً على تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، وتزامناً مع الذكرى الرابعة لانطلاقة المقاومة العراقية، أقام حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي مهرجاناً خطابياً حاشداً في معرض رشيد كرامي الدولي ــــــ طرابلس، في أول ظهور علني لهذا الحزب، بعد غياب قسري لرئيسه النائب السابق عبد المجيد الرافعي عن لبنان منذ أكثر من 30 عاماً.
وقد تميّز المهرجان بحضور شخصيات معارضة، نواب سابقين وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية والهيئات الإسلامية والفصائل الفلسطينية، وبمضامين الكلمات التي أجمعت على التأكيد أن «الاحتلال الأميركي والصهيوني للعراق ولبنان وفلسطين هو أساس المشكلات»، داعية إلى ضرورة «مقاومة الاحتلال حتى دحره، وفق مبدأ: ما أخذ بالقوة لا يستردّ إلا بالقوة».
بداية، رأى أمين سر حركة فتح في الشمال بلال أصلان أن احتلال العراق هو «تكريس لاحتلال فلسطين»، وأن الشرق الأوسط الجديد هو «مقدّمة للتوطين الذي يجمع الفلسطينيون على رفضه»، ودعا إلى «دعم المقاومة العراقية، لا التآمر عليها»، مؤكداً أن انتصار المقاومة اللبنانية في حرب تموز «قلب المعادلة في العالم لصالح خيار مقاومة الاحتلال».
وشدّد المحامي محمد الجسر على ضرورة دعم المقاومة العراقية التي «أفشلت وعطّلت مخططات ومشاريع الاحتلال»، داعياً إلى أخذ العبر من «تجربة المقاومة في لبنان وفلسطين»، وإلى «نبذ الفتن المتنقّلة التي لا تخدم إلا المشاريع التقسيمية المعدّة للمنطقة».
ودعا الأمين العام للّجان والروابط الشعبية معن بشور إلى ضرورة «إحياء الفكر القومي والوطني العابر للمذاهب والطوائف»، عبر «رصّ الصفوف في لبنان والعراق وفلسطين، والتوحد حول مشروع المقاومة التي يحاول الأعداء تمزيقها وضربها عبر إضفاء الطابع المذهبي عليها».
بدوره، بشّر الرافعي بأن ساعات الحسم العسكري «سوف تكون لمصلحة المقاومة العراقية المصمّمة على طرد المحتلين دون قيد أو شرط»، مؤكداً أن شمس الانتصار في العراق «ستنتقل إلى فلسطين والسودان والصومال ولبنان، لتلحق الهزيمة بالمشروع الأميركي ــــــ الصهيوني والمرتبطين به، وتقلب معادلة الصراع الدائر لمصلحة المقاومين والأحرار والمجاهدين».