strong>كامل جابر
تماهت مدينة صيدا، أمس، مع النشاطات العالمية المعهودة، فاستوحت من شعار السلام مناسبة للقاء الحضاري الذي كان نجومه هذه المرة سيدات من مختلف أنحاء العالم، اجتزن آلاف الأميال على دراجاتهن الهوائية، مروراً بالأردن وسوريا، وصولاً إلى العاصمة بيروت، ثم إلى عاصمة الجنوب صيدا.
ومن مدينة صيدا انطلقت أكثر من 130 امرأة من 30 دولة أجنبية وعربية في سباق «نساء من أجل السلام» الذي نظّمته مؤسسة «اتبع النساء» (Follow The Women) العالمية، بالتعاون مع مؤسسة الحريري ومنظمة الشباب التقدمي وحملة «أحب لبنان» برعاية رئيسة لجنة التربية النيابية النائبة بهية الحريري. وبين المشارِكات نساء من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا، وكذلك من إيران وفلسطين وسوريا ومصر والأردن والخليج العربي، بالإضافة الى البلد المضيف لبنان، تتقدمهن رئيسة مؤسسة «اتبع النساء» الأميركية داتا ريغن. وتميز اللقاء بجمع متآلف رائداته نسوة من بلدان متخاصمة في السياسة والمصالح العالمية. فسارت متسابقات أميركيات وبريطانيات جنباً الى جنب مع متسابقات إيرانيات وسوريات وفلسطينيات ولبنانيات، وتعاونّ في تجهيز دراجاتهن الهوائية ومازحن بعضهن بعضاً والتقطن صوراً تذكارية.
وسبق انطلاق السباق الذي بدأ من الكورنيش البحري لمدينة صيدا قبالة قلعة البحر، استقبال حاشد أقامته مؤسسة الحريري في خان الإفرنج، شاركت فيه وجوه سياسية واقتصادية وتربوية وحشد من الأطفال، وكذلك تلامذة مدارس المدينة الذين واكبوا المتسابقات على دراجاتهم الهوائية، ووزّعوا الورود والأعلام اللبنانية عليهن.
ممثل النائب الحريري أحمد الحريري أكد ان «هذا النشاط هو تعبير عن أن مدينة صيدا دائماً هي التي تطلق السلام من داخلها، وأن الإصرار على إشراك الشباب في هذا المهرجان كان من أجل إعادة اللحمة في ما بينهم بعد الأوضاع التي مررنا بها خلال السنتين الماضيتين. هذا الحدث يعنينا في صيدا كمدينة للحياة يستطيع أهلها بوحدتهم أن يعمّموا نموذج الوحدة بين كل اللبنانيين». داتا ريغن تحدثت باسم «نساء من أجل السلام»، فقالت: «نحن هنا اليوم من أجل السلام، والرسالة التي نودّ أن نوجّهها هي أننا نساء من عدة بلدان من العالم نحمل رسالة سلام ومحبة وأمل لكل العالم، وخاصة في هذه المنطقة وفي هذا البلد لبنان الذي عانى أوقاتاً وظروفاً عصيبة وأليمة، ونأمل أن يكون مستقبل لبنان ساطعاً ومسالماً ومستقراً. نحن هنا نوجّه رسالة دعم ومحبة لكل اللبنانيين، ونشكر أهالي صيدا الذين استقبلونا بحفاوة، ونشكر بشكل خاص السيدة بهية الحريري التي احتضنت ورعت هذا النشاط في صيدا من أجل لبنان والسلام في لبنان».
ومن هناك توجّهت النسوة المتسابقات الى الكورنيش البحري حيث نُظّم برنامج فني ترفيهي ورياضي تضمن عروضاً فولكلورية وفنية إيقاعية، شارك فيه شبان وفتيات من صيدا وجوارها. ثم واكبتهن بعد الانطلاق على دراجاتهن، دراجات لقوى الأمن الداخلي.
ماري بينيت من الولايات المتحدة الأميركية وتعمل معالجة نفسية متخصصة في علاج الغضب والعنف عند الرجال، قالت: جئت من الولايات المتحدة الأميركية لأنني أريد السلام وشعبي يريد السلام، جئت الى هنا لأستمع الى ما يقوله غيري وما يُقال عنا نحن الأميركيين ولماذا. إنها زيارتي الأولى للبنان، هذا البلد الجميل الذي يعيد بناء نفسه بعد ما عاناه من دمار وقصف مؤسف وآلام محزنة السنة الماضية».
وقالت هاجر من إيران: «نحن نساء من أجل السلام جئنا من ايران لتأكيد مشاركة المرأة الإيرانية، وخصوصاً الجيل الجديد في إيران الذي يريد أن يشارك في كل المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية. الجنوب اللبناني منطقة شهدت حروباً كثيرة وعانت كثيراً لذلك جئنا الى هنا لنقول للناس في الجنوب نحن معكم ونحن نريد السلام في هذه المنطقة، السلام الدائم».
ورأت ايلين ويلنز من بريطانيا «أن على النساء في العالم أن يُظهرن اهتمامهن بالنساء والأطفال في المناطق التي تعاني حروباً وأوضاعاً غير مستقرة، نحن بحاجة إلى أن نُظهر دعمنا للبنانيين أكثر من أي وقت مضى بسبب الظروف الصعبة التي مروا بها».
وفور وصولهن الى بيروت أولم رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري في قريطم على شرف المشاركات اللواتي كان في استقبالهن النواب: بهية الحريري، عاطف مجدلاني ومحمد قباني. وشارك أيضاً في المأدبة سفير قبرص في بيروت. ويُذكر أن النائب الحريري قد تعذر عليه الحضور بداعي السفر.