strong>برلين ـــ غسان أبو حمد
تستأثر محاكمة اللبناني جهاد. ح، التي تبدأ اليوم (الأربعاء) في لبنان باهتمام السلطات القضائية الألمانية، التي تتابع بدورها التحقيقات مع شريكه يوسف. ح. د. المشتبه فيه بجريمة وضع حقائب متفجرة في محطة قطارات ألمانية شاءت الصدف (أو قلّة الخبرة) في عدم انفجارها.
وفي الوقت الذي تشير فيه الصحافة الألمانية (درشبيغل) إلى حالة التغرير التي تعرّض لها المتهم جهاد. ح. وندمه على مشاركته بهذا العمل، تشير من ناحية ثانية إلى وجود «طرف ثالث» كان يقيم في مدينة «مالمو» في السويد، هو شقيق المتهم يوسف. ح. د، ويدعى خالد (37 عاماً)، ويلقب بـ«أبو عبد الرحمن»، الذي تعتبره مسؤولاً رئيسياً في عملية التحريض، ولا تستبعد ارتباطه بتنظيم «القاعدة»، وذلك استناداً إلى رسائل إلكترونية واتصالات هاتفية أجراها مع المتهمين الطالبين في ألمانيا لحثّهما على تفجير محطة قطارات كعمل تجريبي أولي. تمهيداً لنسف جسر «هوهينتسولنبروكه» التاريخي الضخم في مدينة كولونيا الألمانية، بدافع الانتقام لصور كاريكاتورية مسيئة للديانة الإسلامية. وبعدها يجري التحضير للسفر إلى العراق للقتال إلى جانب «المجاهدين». وكان الادعاء العام في ألمانيا قد باشر التوسّع في التحقيق حول شخصية خالد. إ. في نهاية شهر كانون أول/ يناير الماضي، ويتفق في تقديره مع الادعاء العام اللبناني، حول الشكوك التي تحيط بشخص خالد بصفته المحرض الرئيسي على العمل الجرمي. وتشير «درشبيغل» إلى أن المحاكمات التي تبدأ اليوم الأربعاء في بيروت، والتي يغيب عنها المتهم يوسف. ح. د. (موجود في سجن ألماني) تضم بالإضافة إلى المتهم جهاد. ح، ستة متهمين آخرين، وهم: أيمن. ع. ح. (21 عاماً) متهم بجمع مئات المواقع الإلكترونية (الإنترنت) في ألمانيا وتوجيه رسائل إلكترونية إليها، بعضها بتوقيع أسامة بن لادن، وبعضها يتضمن «تعليمات لتجهيز المتفجرات» وخليل. أ. ب. (24 عاماً) متهم بمحاولة قتل جندي لبناني وإضرام النار في سفارة الدنمارك في الخامس من شباط/ فبراير العام الماضي. (عثر على رقم هاتفه في إحدى القنابل المجهزة للتفجير الفاشلة في محطة كوبلنز للقطارات في ألمانيا. وخالد. ح. د. (23 عاماً) إبن عم المتهم يوسف المسجون في ألمانيا. وصدام. ح. د. (25 عاماً)، فار من وجه العدالة ـــ متهم بالتحريض على عملية التفجير.
وتذهب الصحافة الألمانية إلى التأكيد على التأثيرات ودعوات التطرف الديني في سلوك كل من يوسف. ح. د. وجهاد. ح. (مواليد طرابلس، درس في مدرسة ثانوية أرثوذكسية خاصة قبل سفره للدراسة والتخصص في ألمانيا، والده معاون أول سابق في الجيش) وذلك من خلال الرسائل والأفلام الوثائقية التي يختزنها كومبيوتر المتهمين المذكورين. وتشير «درشبيغل» إلى مخطط كان يجري التحضير له لتفجير ملعب كرة قدم أثناء إحدى المباريات، وقد جرى التخلّي عن هذا المخطط بسبب المراقبة الأمنية المشددة للملاعب. وبعد ذلك، التحضير لمخطط ثان، يقضي بتفجير جسر حديدي تاريخي في مدينة كولونيا. (جرى التخلي عن الفكرة لعدم الحصول على متفجرات كافية).
وكانت في النهاية فكرة الحقائب المتفجرة في محطة القطارات العامة، حيث جرى القبض تالياً على المتهم يوسف. ح. د، بعد أن التقطت عدسات التصوير صورته، بينما تمكّن المتهم جهاد. ح. من السفر إلى لبنان عبر تركيا.