إبراهيم عوض
لم يشأ مصدر نيابي في قوى المعارضة الدخول في تفاصيل المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» معتبراً أن كل ما ورد فيه هو «لعب على الألفاظ وتزوير للوقائع وإعطاء تفسيرات مختلقة لا تستند الى معطيات». لذلك آثر التوقف عند بعض النقاط والقضايا التي اثيرت في سياقه والتعقيب عليها، لافتاً الى أن «افضل تقويم للمؤتمر جاء على لسان صاحبه نفسه حين نصح اللبنانيين بألا يصدقوا ما يقوله».
واستهلّ المصدر النيابي حديثه لـ «الأخبار» بالقول: «لن نتعب انفسنا في تفنيد كل المغالطات التي وردت في المؤتمر الصحافي وفي نهايته التي ارادها صاحبه طوباوية بالكامل. لذلك نحن نأسف لأن يتوقف التاريخ لدى البعض بحيث لا يعود قادراً على انتاج جديد ويستقر في حلقة مفرغة يلوك فيها الاضاليل والادعاءات ويختلق بعض الأوهام ويعمل على تبديدها ليثبت أنه موجود».
وأبدى المصدر اسفه على الوقت الذي اضاعه جعجع في الإعداد لمثل هذا المؤتمر «اذ كان من الأنسب ان يملأ وقته بما يخرج اللبنانيين من مأزقهم الذي أوقعهم هو وحلفاؤه فيه». ولفت الى «ان المساجلة مع الفريق المذكور في مواقف وتصريحات تفصيلية لم تعد تنفع ما دام اصحاب هذا الفريق يغنون في وادٍ فيما نحن نعاني مع شعبنا في وادٍ آخر. ويبدو أن الأزمة اضحت ازمة خيارات وهوية لا مجرد تباين في مواقف سياسية. وهذه الازمة لا مخرج منها الا بالاحتكام الى الشعب. والتهرب من هذا المخرج يعدّ مضيعة للوقت او دفعاً نحو المجهول».
ونعى المصدر مسألة «الشراكة الوطنية مع الفريق الآخر» بعدما «تنكر لثوابته وافترق عنا بخياراته الاستراتيجية وقبل أن يكون ادوات تحركها قوى معادية للشرق العربي كله طامعة في نهب خيراته ومتحالفة استراتيجياً مع الارهاب الصهيوني غاصب مقدسات المسلمين والمسيحيين ومحتلّ ارضهم في فلسطين ومهدد امنهم في كل العالم العربي».
وعن رفض جعجع اجراء انتخابات نيابية مبكرة، قال المصدر «ليس المهم ان يجرب (جعجع) بل المهم أن يعرف كيف يقرأ التجربة ونتائجها. فالمشكلة معه وفريقه انهم يتورطون في كثير من المواقف والتحركات ويتشاطرون في تضليل انفسهم والرأي العام امعاناً منهم في المكابرة، فيما القاصي والداني بات يعرف جيداً أن قوى السلطة سرقت الاكثرية من «حركة أمل» و«حزب الله» «يوم تحالفت معهما على أساس تفاهم سياسي ما لبثت ان انقلبت عليه بعدما أنتجت اكثريتها وتجاهلت الاكثرية الحقيقية، حتى جاءت الحشود والتجمعات والتظاهرات لتكشف زيفها ولتظهر ان الاكثرية الشعبية عند قوى المعارضة. ومع ذلك فإن الذي لم يعترف بفشل اسرائيل في حربها على لبنان لن يعترف بأنه اصبح أقلية فيه».
ولفت المصدر نفسه الى أن «خلاف قوى المعارضة مع قوى السلطة يتعلق بالمرتكزات والمنهجية، وهذا حق لنا ولهم. فالسلطة في لبنان توافقية كما أقرت ذلك وثيقة الوفاق الوطني ومواد الدستور. اما اذا رفضت قوى السلطة ذلك فهذا معناه انها تدعونا بحكم موقعها الراهن الى اعتماد سلطة الاكثرية باستمرار. فهل هذا ما ترتضيه الطوائف في لبنان؟».
ورداً على ادعاء جعجع بأن الامين العام لـ «حزب الله» ارتكب مغالطات دستورية وقانونية في تناوله لقضية عدم تأليف المجلس الدستوري ودوره قال المصدر النيابي إن «كل ما ورد في المؤتمر الصحافي لسمير جعجع عن كل المواضيع التي طرحها هو لعب على الالفاظ وتزوير للوقائع وإعطاء تفسيرات مختلقة لا تستند الى اي معطيات»، مشيراً الى «انه كان على الحكومة ان تعين الشواغر في المجلس المذكور بعدما انتخب مجلس النواب حصته من اعضائه، لكن الحكومة لم تفعل ذلك، كما أن قوى السلطة هي التي دفعت باتجاه اعتكاف عدد من اعضائه لتعطيله. ومن هنا يتبين ان الحكومة نحرت المجلس الدستوري وعطلته، وهي فعلت ذلك حتى لا تخسر نوابها المطعون في نيابتهم».
واعرب المصدر عن أسفه «لانعدام وجود رجل دولة واحد في قوى السلطة» وقال ان «بعض اقطاب هذه القوى من رؤساء ميليشيات باتوا يذكروننا بـ «لاعبي الكشاتبين» عند مبنى اللعازارية».
وعن وصف جعجع الاعتصام في ساحتي الشهداء ورياض الصلح بـ «الاحتلال» لأملاك الغير وأراضيهم، تساءل المصدر «كيف يمارس الناس حقهم الديموقراطي في الضغط على السلطة والاعتراض على سياستها؟ أليس عبر الاضراب والتظاهر والاعتصام. وهل من ديموقراطية في العالم تتبنى هذا الحق لمدة زمنية معينة ثم تسقطه بعد انقضائها».
وتوقف عند كلام جعجع من «ان حزب الله» بات عبئاً علينا» فرأى أن هذا الكلام «يعكس عقدة نقص يعيشها صاحبه ازاء احساس المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً تجاهه».