li> مواقف منتقدة لكلام قائد «القوات» والجماعة الإسلامية تعتبر وجود «حزب الله» أساسياً
انتقدت قيادات وشخصيات نيابية وحزبية ما جاء
في المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع أول من أمس وتناول فيه خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي ألقاه الأحد الماضي


توقف رئيس جبهة العمل الإسلامي الداعية فتحي يكن عند قول جعجع إن «حزب الله» «بات عبئاً علينا» ليسأل «عمن هو العبء على الآخر وهل هذا العبء هو من وجّه ضربة تاريخية الى الدولة العبرية ومن ورائها الولايات المتحدة التي لم تتمكن الأمة كلها في هذا الزمن من قهرها، أم إن العبء هم الذين صنعتهم الدولة العربية ليكونوا عبئاً على لبنان وشعبه وليعبثوا بأرواح اللبنانيين ويسفحوا دماءهم وليجعلوا من لبنان قاعدة لإسرائيل ومركزاً لسوق النخاسة الدولية وبؤرة لتبييض الأموال وتجارة المخدرات وتجارة النساء؟!».
وقال يكن لـ«الأخبار»: «من هنا يتضح أن العبء على لبنان هو من يدفع بلبنان الى منصة الإعدام. وغداً ستتضح المؤامرة أكثر فأكثر وعندئذ سيولي هؤلاء الدُّبر لأنهم لن يجدوا في لبنان مكاناً لهم بين الشرفاء والأبطال والأطهار. وإن غداً لناظره قريب». ورأى يكن «أن الإفلاس بات ظاهراً للعيان. إنه إفلاس أميركا حيث لم يبق في المكان محاولاً الدفاع عن هذه القوى البائسة إلا الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يودع أيامه الأخيرة تاركاً هذه الأكثرية يتيمة بلا نصير ولا ظهير. وسيعلم عندئذ الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».
من جهته طلب رئيس المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية علي الشيخ عمار «من جميع الأطراف اللبنانيين أن يعتمدوا في خطابهم اسلوباً مختلفاً بحيث يكون النقد فيه موجهاً بمستوى لائق يحترم الآخر والمواقع الهامة التي يحتلها هذا الطرف أو ذاك وخصوصاً «حزب الله» وأمينه العام». وأكد عمار في تصريح لـ«الأخبار» أن «وجود الإخوة في «حزب الله» أساسي وخصوصاً أن دورهم في العمل المقاوم كان له الأثر الكبير في مسألة التحرير وازالة الاحتلال الإسرائيلي عن لبنان، كما أن هناك تعاوناً بيننا وبينهم منذ عام 1982 وحتى اليوم وتفاهماً على العديد من الأمور والقضايا».
وناشد عمار «الأطراف السياسيين بصورة عامة والأطراف المؤثرين بصورة خاصة اعتماد اسلوب يتناسب وأهمية القضية اللبنانية والمشكلات التي يعانيها الوطن». ولفت الى «ان الأوضاع الصعبة التي نعيشها تجعل المرء يفكر قبل أن يتكلم. وعلى من يعلن استعداده للحوار أن يفتش عن الأسلوب الأنجع».
وقال النائب قاسم هاشم في رده على كلام جعجع: «اذا لم تستحِ فقل ما تشاء (...) وعندما تصبح المقاومة وثوابت الوطن، وأسس قيامته تهمة، والخيانة والوصاية عند المجرمين والتقسيميين وجهة نظر، فلا عجب أن نسمع ما سمعناه من قوى التسلط والتفرد والإلغاء الذين يريدون وطناً على قياس مصالحهم ومشاريعهم وارتباطاتهم».
وإذ أسف النائب علي المقداد لـ«المستوى الرخيص في التخاطب»، وانتقد «الخطة الممنهجة والمؤتمرات الصحافية الأخيرة التي تطلق النار على المقاومة»، رأى أن قانون العفو عن جعجع «أتى بمجرم لم يتوان عن تلبية الأوامر الأميركية والإسرائيلية».
وأشار النائب سليم عون الى أن جعجع «حاكم حزب الله على النيات عندما طرح شعارات لا يعلنها الحزب كتحرير الأندلس وغيرها»، معتبراً قوله إن الحزب عبء «يحمل في طياته الدعوة للتخلص منه». وأكد أنه لا يلمس «وجود خطر على المسيحيين كما يحاول أن يوحي البعض في خطابه المتشنج».
ورأى عضو اللقاء الوطني الوزير السابق البير منصور أن «من مصائب الدهر ان يصبح المعلق على كلام السيد حسن نصر الله، أحد رموز الحرب الأهلية اللبنانية». وقال «إن ارتفاع أسهم حزب الله عربياً بعد حرب تموز دفع المخططين لاستخدام لبنان كنقطة انطلاق لتفتيت المنطقة العربية كلها».
ورأى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو كلام جعجع «إعلان حرب في لبنان لا كلاماً عابراً». وقال «إن شخصاً مثل سمير جعجع وراءه كل هذا التاريخ الحافل بالعلاقة مع العدو الإسرائيلي، ووراءه كل هذا التاريخ الحافل بالإجرام، وهو الذي صدرت في حقه ثلاثة أحكام من أعلى المراجع القضائية، يتطاول على المقاومة في لبنان ويرى أنها عبء على لبنان. اعتقد ان المقاومة عبء على أمثاله الذين اعتادو أن يبقوا في أحضان الأجنبي».
وقال رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا إن تاريخ جعجع في العلاقة مع اسرائيل يبدو أنه مستمر في الحاضر والمستقبل». وأضاف «إنها مفارقة غريبة ومضحكة ان يحمل قاتل الرئيس الشهيد رشيد كرامي دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويرميه بوجه المعارضين والمقاومين للمشروع الصهيوني ـــ الأميركي.. والأغرب أن يحمل بعض من يعتبرهم جعجع «طارئين على لبنان ومستعمرين له» أعلام «القوات اللبنانية»، دون أن يدركوا معنى علم القوات والنهج الذي تسير عليه».
ونصح النائب السابق وجيه البعريني جعجع بأن «يطهر نفسه أولاً من الذنوب والخطايا قبل ان يحاضر فينا وفي اللبنانيين بالوطنية وبمستقبل لبنان».
كذلك نصحت «حركة التوحيد الإسلامي» في لبنان جعجع «بعدم التآمر مع اليهود والأميركان ضدنا لأن مصير العملاء بعد انتهاء خدمتهم معروف ومعلوم».
وأصدر رئيس اتحاد بيروت الكرامة الشيخ خالد عثمان بياناً جاء فيه أن «من نكد الزمن علينا ان يتطاول امثال سمير جعجع على حزب الله ويعتبره عبئاً على لبنان». مشيراً الى ان «ما نشهده اليوم هو آخر فصول المؤامرة واشدها خطورة المكلف بتنفيذها سمير جعجع الحالم بتقسيم لبنان».
(الأخبار ـــ وطنية)