strong>حسن عليق
يظهر من الخلافات المتنقلة في منطقة الجبل، أن انعكاس اختلاف الآراء السياسية على الأرض ينذر بما هو أسوأ. فبعد أسبوع على إشكال في بلدتي بشتفين وكفرفاقود، وقع في بلدة قبرشمون خلاف بين مناصري تيارات سياسية مختلفة أخذ طابعاً أعنف من ذي قبل

تعرض أحد عناصر تيار «التوحيد»، بسام التيماني، للضرب المبرح خلال إشكال وقع ليل أول من أمس في بلدة قبرشمون قضاء عاليه، من قبل عناصر اتهمهم «التيار» بالانتماء إلى الحزب «التقدمي الاشتراكي» وقوى الأمن الداخلي. وتسبب الإشكال بتوتر في المنطقة التي شهدت بعد ذلك انتشاراً واسعاً للجيش. يذكر أن خلافاً كان قد وقع في البلدة نفسها قبل نحو عشرة أيام بين عناصر من «التوحيد» و«الاشتراكي»، تدخّل رجال الدين لحله.
وبعد إشكال أول من أمس، عقد رئيس تيار «التوحيد» الوزير السابق وئام وهاب مؤتمراً صحافياً، تحدث في ختامه بسام التيماني عن تفاصيل الحادث. وذكر التيماني أنه بينما كان مغادراً منزل أحد أصدقائه في البلدة، الواقع بجانب المخفر مباشرةً، اعترضت طريقه «مجموعة من عناصر الحزب الاشتراكي, بمساعدة عناصر درك مخفر قبرشمون»، قبل أن ينهالوا عليه «بالضرب المبرح بأعقاب بنادق حربية ومسدسات» كما ادعى. وذكر التيماني أنه عرف ممن اعتدوا عليه «مسؤول المخفر «ق. ع.» ومن عناصر الاشتراكي «س. م.» و«ج. م.» و«م. أ.» ونجل المدعو «ح. خ.» وغيرهم ممن لم تعرف أسماؤهم». واتهم التيماني مسؤول المخفر بأنه أكثر من تعرض له بالضرب.
وقبل يوم من خلاف قبرشمون، أعلن تيار «التوحيد» أن مفوض بلدة بشتفين في التيار تلقى «تهديداً بالقتل» من أحد عناصر «الاشتراكي» في بلدة كفرحيم. وذكر أحد أبناء المنطقة أن عنصر التوحيد يملك معملاً للألمينيوم في كفرحيم، وأن عناصر من الحزب الاشتراكي اتهموه «بتخصيب اليورانيوم» في معمله، وكانوا يريدون منعه من الوصول إليه لهذا السبب. وتدخل عدد من المشايخ في البلدتين لمنع تفاقم الخلاف.
وذكر وهاب في مؤتمره الصحافي أن أحد المسؤولين في قوى الأمن الداخلي وعده بأن كل الذين «شاركوا بالاعتداء سيوقفون»، مطالباً السلطات القضائية والأجهزة الأمنية بأخذ دورها «من أجل حفظ الدماء في الجبل»، متمنياً على القاضي جان فهد أن يوقف «العسكريين الذين شاركوا بالاعتداء»، معتبراً أنهم «خانوا قسمهم واعتدوا على المواطن بسبب انتمائه السياسي». ورأى وهاب أن «أي تساهل في هذا الموضوع سيكلف كثيراً، وإذا لم يتم توقيفهم فلكل حادث حديث». وعبّر وهاب عن ثقته بكلام قادة الأجهزة الأمنية «بأنه سيتم اعتقال منفذي الاعتداء». وأكد أنه سيتقدم بشكوى أمام السلطات القضائية.
واتهم وهاب النائب وليد جنبلاط بالدعوة «لقتل العمال السوريين». وتهجم وهاب في مؤتمره الصحافي على المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي رفض التعليق على كلام الأول. بالمقابل، أكد مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس أن الخلافات المتنقلة في المناطق هي «جراء التوتر السياسي»، واعداً في الوقت نفسه أن الحزب لن يسمح بجر البلد إلى الفتنة، أو بأن يكون الجبل مكاناً للخلافات. واعتبر الريس أن هناك خطاباً سياسياً عالي النبرة يؤدي إلى تفاقم المشاكل.
من جانبه، أكد مصدر أمني رفيع لـ«الأخبار» أن قوى الأمن الداخلي تقف على الحياد، إذ يوجد لديها «جانٍ وضحية، لا 8 و14 آذار». وذكر أن مخفر قبرشمون قائم بالتحقيق حالياً بإشراف المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود غانم. مصدر آخر ذكر لـ«الأخبار» أن عنصراً من قوى الأمن الداخلي تدخّل في الإشكال الذي وقع بين شخص من تيار «التوحيد» وآخر من الحزب الاشتراكي، وحاول العسكري نزع سلاح كان في حوزة العنصر «التوحيدي»، ما أدى إلى تدافع بينهما، مؤكداً أن التحقيق هو الذي يظهر حقيقة ما جرى.
تجدر الإشارة إلى أن طبيباً شرعياً كشف على التيماني في قسم الطوارئ بمستشفى الرسول الأعظم، وذكر في تقريره أنه يعاني من رضوض في الرأس والوجه، وأن التصوير الشعاعي أظهر «وجود كسر في الأنف». وأشار الطبيب في تقريره إلى أن هذه الإصابات ناتجة «عن وقوع عمل عنفي من غير الرضى والصدم بأجسام صلبة».