strong>غسان سعود
مضت سنتان على اعتصام أهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية في وسط بيروت. سنتان والأمهات بحسب قولهن معتقلات في الخيمة مثل «فلذات أكبادهن».
أمس، حضرت الأمهات باكراً كعادتهن، حاملات صور أبنائهن ومرددين الشعارات التي حفظها معظم اللبنانيين. التفوا حول غازي عاد، تاركين لصنويا عيد الكلام باسمهن. فأكدت أن «سلطات القرار السياسي الفاشل تعتقلهن وتبقيهن رهائن القرارات السياسية التافهة مثل أصحابها». وتوجّهت إلى الرؤساء إميل لحود، فؤاد السنيورة، نبيه بري، ميشال عون، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، طالبةً منهم الوفاء بالوعود التي قطعوها للأمهات.
ثم شرح غازي عاد باسم سوليد الإيجابيات التي تحققت خلال السنتين الماضيتين. فأشاد بداية بنجاح الأمهات في إبقاء قضيتهن حيّة في ضمير اللبنانيين والعالم. ولفت إلى تحوّل ملف المعتقلين منذ بداية الاعتصام في 11 نيسان 2005 إلى قضية وطنية حصلت على اعتراف الحكومة اللبنانية، ولأول مرة منذ 15 سنة، بوجودها. إضافة إلى الاهتمام الإعلامي الواسع محلياً ودولياً بالاعتصام، وزيارة عدة مسؤولين أجانب لخيمة أهالي المعتقلين ومطالبتهم بإيجاد حل لهذه المأساة.
ولفت عاد إلى إصدار لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بتاريخ 28 تموز 2005 تقرير جلستها الرابعة والثمانين الذي أكد مجدداً على التقرير الصادر في نيسان 2001، واعتبر أن الوفد السوري فشل في إعطاء معلومات كافية ودقيقة عن الذين اعتقلتهم القوات السورية على الأراضي اللبنانية ثم نقلتهم إلى السجون السورية.
وأشاد عاد بإضافة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن ملف المعتقلين إلى الفقرة 49 من تقريره الرابع لمجلس الأمن الذي قدمه في 19 تشرين الأول 2006.
أما الإنجاز الأخير، والأهم بحسب عاد، فهو إقرار الجمعية العمومية في مجلس الشيوخ الإيطالي تعديل مرسوم يلزم الحكومة الإيطالية التحقق من إمكان طرح مشكلة المعتقلين بصورة غير شرعية في السجون السورية في سبيل توسيع مهمة لجنة الأمم المتحدة التي تحقق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري لتشمل موضوع المعتقلين في السجون السورية، ودمجها في لجنة فرعية تكون مهمتها الأساسية والمستعجلة الاهتمام بهذه القضية، والطلب من السلطات السورية الإطلاق الفوري لجميع المعتقلين اللبنانيين في سجونها وإعطاء قائمة بأسماء جميع المعتقلين اللبنانيين لديها وهوية الذين ماتوا في سجونها، إضافة إلى الطلب من السلطات السورية أن تكشف المعلومات التي تملكها عن المقابر الجماعية على الأراضي اللبنانية. ووعد عاد باستمرار الاعتصام حتى تأليف لجنة دولية بعدما ثبت فشل كل المحاولات لإيجاد حل إنساني لهذه القضية عبر محاورة السلطات السورية، وكذلك حتى إنشاء بنك معلومات الـDNA لإجراء فحوص الحمض النووي لكل عائلات المفقودين سواء فقدوا على يد القوى اللبنانية المحلية أو على يد القوى الإقليمية.
ثم كانت كلمة النائب في تكتل التغيير والإصلاح غسان مخيبر الذي بدا وسط أهالي المعتقلين واحداً منهم، تضمه الأمهات وتستفهم منه عن تطور القضية والتفاصيل الجديدة.
وأكد مخيبر تضامن كل اللبنانيين مع هذه القضية، محدداً المشكلة بثلاثة عناصر رئيسية هي تعنّت السلطات السورية، وتقاعس السلطات اللبنانية، وعدم قيام القضاء اللبناني بدوره، مشيداً بالإخبار الذي قُدم أخيراً إلى النيابة العامة عن المعتقل المخفي قسراً بشارة رومية.
بدوره، أثنى محمد صفا أمين عام لجنة المتابعة لدعم المعتقلين في السجون الإسرائيلية على ما قاله الموجودون، مؤكداً أن ما من حق يضيع ما دام وراءه مطالب.