عشية ذكرى 13 نيسان أكد رئيس الجمهورية اميل لحود ان الحرب الاهلية لن تقع، معتبراً ان اسرائيل هي المستفيدة من أي عودة للحديث عن الحرب والترويج لمواقف وممارسات تقود اليها.ودعا لحود خلال استقباله وفداً من منظمة شباب الاتحاد برئاسة طلال خانكان عايده بالفصح المجيد، «الى رفض الطروحات الفئوية التي تقود الى التقسيم والتوطين، والتي يطلقها البعض في سعي واضح من هؤلاء لاعادة البلاد الى الاجواء التي عاشتها مع بداية الحرب الاهلية».
واعرب عن اسفه لاستمرار فئة من اللبنانيين في التنكر للانتصار الذي حققته المقاومة الوطنية على اسرائيل مرتين، الاولى في عام 2000 والثانية في حرب تموز الاخيرة، معتبراً أن مثل هذا المواقف تدل على مؤامرة لا مجرد جهل للمعلومات والحقائق. وتساءل: «هل يمكن، بعد التغلب على اسرائيل والانتصار عليها، الادعاء أن المقاومة عبء؟ هنا يكمن التآمر في حد ذاته وتظهر الامور على حقيقتها لأن البعض يرى أنه اذا ما استمر في الكذب فإن الشعب اللبناني سوف يصدقه فيعود الى الخطة الاساسية المرتكزة على مقولة اننا لا نستطيع ان نقاوم فلنسلم امرنا للخارج».
ودعا الى اخذ العبر عشية ذكرى 13 نيسان 1975 مؤكداً أن اسرائيل هي المستفيدة من أي عودة للحديث عن الحرب الاهلية والترويج لمواقف وممارسات تقود الى مثل حرب كهذه». وقال: «اننا اليوم نسمع كلاماً يردد كان يطلق في عام 1975، عن الطائفية والمذهبية. لمصلحة من هذا الكلام؟ انه لمصلحة اسرائيل، فهي المستفيد الاكبر منه، لكونها منزعجة للغاية من لبنان الذي هزمها مرتين وتغلب عليها، اثناء التحرير وأخيراً. ولأجل ذلك تطالب بنزع سلاح المقاومة بعدة طرق. قبلاً كانت تريد تحقيق ذلك بالقوة والاحتيال، اما الآن فتبحث في كيفية تنفيذ هذا الامر، فتدّعي أنها تقبل برد مزارع شبعا للامم المتحدة، وتبقي مصادر المياه لها، مقابل نزع سلاح المقاومة، بحجة انعدام الحاجة اليها. ما معنى ذلك؟ ان يردونا الى القرار 425، الذي بقي طيلة ثمان وعشرين سنة غير مطبق، الى ان نفذته اسرائيل بفعل ثبات المقاومة وقوتها».
وإذ اكد أن الحرب لن تقع، شدد على أنه «لا خلاص للبنانيين الا في وحدتهم وقوتهم».
وجدد لحود المطالبة «بتأليف حكومة وحدة وطنية تضع قانوناً جديداً للانتخابات النيابية وتحدد مواعيد لإجرائها، ويتم الاتفاق على المحكمة ذات الطابع الدولي التي لا تكون مسيّسة (...) لأننا نريد أن نعرف من هم قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري» مؤكداً أن إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي على اساس الفصل السابع «يعني حرباً اهلية في لبنان لأن ذلك يعدّ افتعالاً لمشكلة داخلية تستفيد منها اسرائيل التي ستستغل تنازع اللبنانيين بعضهم مع بعض ليتم تمرير مؤامرة التوطين والنيل من سلاح المقاومة وقلب الاوضاع رأساً على عقب».
وبعدما دعا الى مواجهة إملاءات الخارج والعمل من خلال القناعات اللبنانية الراسخة، اكد لحود أنه ليس طرفاً «بل انا انادي بقوة لبنان وبحق عودة الفلسطينيين الى ارضهم، فهل هذا جرم (...) وأقول للأكثرية التزموا بمبدأ أن قوتنا في قوتنا ونسير اذذاك وراءكم، والتزموا رفض التوطين ونسير ايضاً وراءكم».
واذ اكد أنه لا خوف على لبنان، شدد على عدم السماح بتكرار ما حصل في 13 نيسان 1975، داعياً الى عدم المراهنة على ما يخدم اسرائيل. وقال: «نحن باقون في هذه الارض، لذلك لن نسمح بنشوب حرب اهلية، ولن نسمح لأحد بأن يدفع لبنان الى الخراب، وسيعود لبنان الى عزه وأوجه».
من جهته، نوّه خانكان بمواقف الرئيس لحود خلال القمة العربية «لا سيما لجهة رفضكم للعدوان وللوصاية الاجنبية وتمسككم بالعيش المشترك في لبنان».
واستقبل لحود شقيق الاسير يحيى سكاف يرافقه الحاج كمال الخير ووفد من لجنة اصدقاء الاسير سكاف الذي شكر للرئيس لحود رعايته المهرجان التضامني في الذكرى التاسعة والعشرين لاعتقاله.
وقد رحب رئيس الجمهورية بالوفد، مؤكداً انه يقوم بواجبه في سبيل هذه القضية.
و عرض لحود الاوضاع مع النواب السابقين عمار الموسوي ومحمد برجاوي وانطوان حداد والمنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور .
على صعيد آخر، أبرق لحود إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة معزياً بضحايا التفجيرين اللذين وقعا في الجزائر أول من أمس ومستنكراً الجريمة.
(مركزية)