حمل المرجع السيد محمد حسين فضل الله، في خطبة الجمعة أمس، على المنظمات والهيئات العربية والإسلامية والمؤسسات في لبنان، معتبراً أن القمة العربية الأخيرة «لم تستطع أن تعالج أي مشكلة»، بالرغم «من الإثارة الإعلامية في قراراتها وفي وعود القائمين عليها لمواجهة المرحلة الحاضرة في تحدياتها الداخلية والخارجية»، مشيراً الى المراوحة في الواقع الفلسطيني، والى فوضى الوضع العراقي حيث «الاحتلال أسوأ أنواع الديكتاتورية». كما رأى أن منظمة المؤتمر الإسلامي «لم تستطع حل أي مشكلة في العالم الاسلامي»، وقال: «إن منظمة الجامعة العربية تحولت إلى موقع للقرارات الإنشائية لا لحل المشاكل العربية».ورأى «أن لبنان لم يؤسس ليكون وطناً لبنيه، لكن ليكون ساحة لأكثر من لعبة إقليمية أو دولية يسقط أمامها الجميع، بالرغم من أكثر من إعلان يرفض تحويل لبنان إلى ساحة»، محدداً المشكلة في «غياب المؤسسات وقت الأزمات، حيث لم تؤسس مؤسسات حقيقية يصح أن تكون اسماً على مسمى، ولا التي نسميها مؤسسات قادرة على صنع التسويات حين تقع أزمات كبيرة»، وقال: «إننا نصمد أمام الأزمات بفعل الغياب عن الواقع، إذ كل أزمة سياسية أو وطنية تشل المؤسسات بدل أن يكون الاحتكام إلى المؤسسات هو المخرج من المأزق، وكل خلاف يجعل من الدستور مجرد تمثال في متحف وإن كثر الحديث عن الدستور واحترامه مع التصرف كأنه قطعة عجين».
وسأل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان: «لماذا القول إنه اذا كان هناك وحدة وطنية يكون هناك انتحار سياسي؟ وهل يمكن اللبناني أن يطلّق أخاه اللبناني؟ وهل يعلم من أطلق هذا الشعار مخاطره ومحاذيره؟». وطالب الجامعة العربية بالاجتماع العاجل ودعوة اللبنانيين لمناقشهم ومحاورتهم. كما ألحّ على السعودية بذل الجهد لحل الأزمة، معتبراً ذلك «صعباً لكنه ليس مستحيلاً».
ورأى رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي أن «لبنان لم يعد بلد الشراكة والتوافق، بل بلد الاستئثار والمصالح الفئوية، وباتت حكومته أم المؤسسات وأوحدها في صنع القرار وتنيفذه». ودعا عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الشيخ شريف توتيو، الى جعل عبرة الحرب حافزاً للانطلاق مجدداً «في مشروع الوحدة وبناء الدولة العادلة والشراكة الحقيقية».
كما دعا مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس الى «جعل ذكرى 13 نيسان المشؤومة، ذكرى للانتصار على الذات والهوى». وحض مفتي صور الشيخ محمد دالي بلطة على «أخذ العبر مما يجري في العراق، وعدم استيراد او تصدير أزماته الى دول المنطقة وخصوصاً الى لبنان».
(الأخبار، وطنية)