طرابلس ــ فواز ميقاتي
مع حلول الذكرى الـ 32 للحرب الاهلية اللبنانية تبدو الساحة مفتوحة على احتمالات شتى، مع رجحان لافت للاحتمالات السلبية، خصوصاً مع ثبات طرفي النزاع في لبنان، (8 آذار و 14 آذار) على مواقفهما المتشنجة حيال القضايا الخلافية، وفي ظل الرهانات على متغيرات اقليمية، مع تراجع المبادرات العربية.
وسط هذه الاجواء، أعرب مرجع حكومي سابق عن خشيته إزاء مستقبل الاوضاع في لبنان، ورأى أن الوطن يمر في مرحلة بالغة الدقة والخطورة، وأن الامور مقبلة على مزيد من التصعيد. وقال إن ما تردد عن امكان استقالة 50 نائباً يضع البلاد امام مأزق اضافي، في وقت يجب ان تتضامن فيه كل الجهود والامكانات سعياً الى ايجاد مخارج من الازمة الراهنة.
وأكد المرجع أننا، في حال بقاء الأوضاع على الدرجة نفسها من الاحتقان، لن نسمع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد المحدد، وهو ما يساهم في خروج الامور عن السيطرة ويؤدي الى ما لا تحمد عقباه.
ورأى المرجع الحكومي ان الحل يكمن في موافقة اطراف الصراع في لبنان على تأليف حكومة انقاذ وطني، تعمل في المرحلة المقبلة على تحقيق خمسة اهداف توردهم في بيانها الوزاري، وفق الاولويات التالية:
1ـــ درس المحكمة ذات الطابع الدولي وإقرارها بعيداً من الفصل السابع، وعن طريق الحوار وتعزيز الوفاق الوطني.
2ـــ تطبيع العلاقات مع سوريا، اذ لا يمكن أن تستقر الاوضاع في لبنان بمعزل عن التأثير السوري، وبعيداً عن تفاهم لبناني ـــ سوري يطال مختلف القضايا الخلافية.
3ـــ العمل على موضوع مزارع شبعا واسترداد الاسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية، والسعي الى نزع فتيل اي انفجار محتمل على الحدود اللبنانية ـــ الاسرائيلية مستقبلاً، ثم طرح مسألة سلاح المقاومة على بساط البحث داخليا وضمن الاطر الدستورية.
4ـــ مباشرة العمل في اتخاذ الاجراءات والتدابير الاقتصادية والمالية التي وضعت في مؤتمر باريس 3، والسعي للافادة من نتائج هذا المؤتمر الذي هو من انجح المؤتمرات التي هدفت الى مساعدة لبنان لتجاوز ازمته الاقتصادية الراهنة.
5ـــ الإعداد لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، وعودة المؤسسات الدستورية، وفي مقدمها المجلس النيابي والحكومة، للقيام بدورها كاملاً.
وختم المرجع بالتأكيد على أن كلاًّ من سوريا والمملكة العربية السعودية لاعبان اساسيان على ساحة اي حل ممكن في لبنان، مشيراً الى ان القمة العربية الاخيرة في الرياض ساهمت في كسر جليد العلاقات السعودية ـــ السورية وهو ما يبعث على التفاؤل بإمكان نجاح مبادرة مشتركة بين البلدين الشقيقين تجاه لبنان... لكن المطلوب في الاساس توافر الارضية اللبنانية المؤهلة لقبول المبادرة العربية الانقاذية.