عادت صور الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إلى بيروت، وعادت معها مفردات «المقاومة» و«الصمود» و«نصرة قضايا الأمة». هنا حركة الناصريين المستقلين «المرابطون» وقد عادت إلى بيروت، شباباً وشيباً لتجدد الوعد بأن «ما يؤخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة». حضروا بالأعلام السوداء رافعين صور زعيمهم إبراهيم قليلات ومرددين أغاني تشيد بمواقفه العروبية «الصامدة» وتعد بتحرير القدس، والحفاظ على لبنان حراً، عربياً، وقوة صلبة بوجه إسرائيل. هكذا، شكل المهرجان الأول للمرابطون، بذكرى «معركتي الكرامة العربية في الأردن والهوليداي إن في بيروت»، بعد اعتكاف طويل دفعاً قوياً بهم للأمام. لكن، خلافاً لما انتظره محبو قليلات الذين وفدوا بكثرة من منطقة الطريق الجديدة خصوصاً، فإن «أبو شاكر» لم يُسمعهم صوته، ولم يخاطبهم بلهجته الثورية كما وُعدوا، الأمر الذي أزعج البعض، فيما رأى فيه آخرون خيراً، معزين أنفسهم بانتظار الخطاب الأول لقليلات «صوتاً وصورة الذي سيكون قريباً جداً»، وسط تأكيد من البعض أن «من انتظر أكثر من 22 سنة لا تصعب عليه بضعة أيام». وتوزعت في قاعة الاحتفال عدة لافتات تكشف الخيار السياسي للمرابطون فيما كرّس ضيوف الحفل موقع «المرابطون» المتقدم وسط أحزاب المعارضة، الأمر الذي أثار غضب بعض المشاركين، الذين لم يغادروا القاعة مؤكدين أن علاقتهم بـ«أبو شاكر» تستحق سماع وجهة نظره كاملة قبل الإقدام على أي رد فعل. وكان الرئيس عمر كرامي ممثلاً بالسيد خالد الداعوق أول المتحدثين في «قصر الفرساي» باسم «اللقاء الوطني اللبناني» فرأى «أن السلطة الحالية تستأثر بالقرار وتجر البلاد إلى ارتباطات خارجية تزيد في انقساماته وتبعده عن واقعه العربي»، كما توالى على الكلام كل من وليد نعوس باسم الحزب الشيوعي ومعن بشور عن «اللجنة الأهلية للتضامن مع الشعب الفلسطيني والعراق»، وعضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية مروان عبد العال، والشيخ مروان الرفاعي، وخُتم اللقاء بكلمة لأمين سر منطقة الشمال في «المرابطون» عبد الله الشمالي، شدد فيها على «قيام دولة القانون والالتفاف حول «الجيش ومقاومتنا الوطنية والإسلامية».
(الأخبار)