بلال عبود
يأتي تعيين المدير الجديد لكلية الإعلام والتوثيق ــــــ الفرع الأول الدكتور مصطفى متبولي، في إطار التوازن السياسي والطائفي والأكاديمي في الجامعة اللبنانية. لكنّ القرار حمل معنىً خاصاً في الكلية، تمثل بتعيين مدير محسوب على «تيار المستقبل» في فرع جرت العادة أن يكون على رأسه مدير من حركة أمل على مدى 15 عاماً.
وعلى الرغم من الإجماع على التغيير، فقد تقاطعت آراء ممثلي الأحزاب مع مواقفهم من القضايا السياسية، فكرست الانقسام السياسي بين قوى 14 آذار والمعارضة.
وتعليقاً على قرار التعيين، يرى فؤاد خريس (حركة أمل) «أنّ الجهازين الإداري والتعليمي تمكنا خلال السنوات السابقة من التكامل مع مجلس طلاب الفرع لتحقيق التقدم في مسيرة الكلية»، متمنياً استمرار التعاون، بغض النظر عن التغيير في الأسماء والأشخاص. وينفي خريس أن يؤدي الاختلاف السياسي مع المدير إلى إضعاف دورهم داخل الكلية، ما دامت النشاطات تندرج في إطار الأنظمة والقوانين.
«أما إذا قارب المدير الأمور بوصفه طرفاً سياسياً، فهو بذلك سيفقد الأهلية»، يقول محمد حاطوم من التعبئة التربوية في حزب الله، نظراً إلى أنّ دور المدير داخل الكلية هو إدارة شؤون الطلاب الأكاديمية. ويلفت حاطوم إلى أنّ التعيين جاء نتيجة محاصصة مذهبية طائفية، مؤكداً «أنّ حجم حزب الله معروف في الكلية، ولا يمكن أحداً التأثير علينا».
ويرى بعض الطلاب المقربين من قوى المعارضة أنّ وضع الكلية سيتراجع مع المدير الجديد، فيؤكد أحمد شكر (مقرب من حزب الله) أنّ قرار تعيين المدير هو إسقاط على الكلية، مشيراً إلى أنّ المحاصصة الطائفية تطغى على الكفاءة في اختيار المدراء. وعن حركة الشعب، توضح رنا حوراني أنّ الجامعة اللبنانية تعكس فساد النظام اللبناني المركب طائفياً، وهو ما سيعرقل تطويرها.
في المقابل، يرى ممثل «تيار المستقبل» فادي عبيد أنّ انتماء المدير إلى قوة سياسية معينة لا يعني عدم كفاءته، والتغيير يشير إلى أنّ هناك خطاً سياسياً لن يعود مسيطراً في الجامعة. فالمدير الجديد، كما يقول عبيد، يتبنى رأياً سياسياً، لكنّ تعاطيه داخل الكلية سيكون أكاديمياً، وهو ما عبر عنه متبولي أكثر من مرة. من جهته، يربط أحد طلاب منظمة الشباب التقدمي طارق زهر الدين بين تعيين المدير الجديد المقرّب من 14 آذار وازدياد نشاطاتهم السياسية، وبالتالي مساحة الحرية المخصصة لهم داخل الكلية، آملاً أن يتحقق التكافؤ بين كل الأطراف في التعبير عن الرأي.