رأت عضو البرلمان الأوروبي باتريس بارتي، أن لبنان «لسوء الحظ، ملعب لخلافات الآخرين على أرضه». وقالت إن «الحرب الأخيرة (عدوان تموز) لم تكن مسألة حدود، فهي مخطط لها مسبقاً من إسرائيل وهدفها ضرب «حزب الله» الذي تعتبره الولايات المتحدة الأميركية سلاحاً إيرانياً في لبنان. فقد عملت أميركا، عبر إسرائيل بكل جهد، لضرب قوة الحزب كإنذار لإيران». ورأت أن «إسرائيل بحربها على لبنان لم تصل إلى أهدافها، فهي لم تسترجع الأسرى ولم تنتصر على «حزب الله»، بل ألحقت دماراً واسعاً بلبنان». وإذ نبهت إلى «أن أميركا إذا قررت الحرب على إيران فسيؤثر ذلك على المنطقة ومن ضمنها لبنان أيضاً»، طمأنت إلى أن إسرائيل «ليست جاهزة لحرب جديدة، ومشاكل أميركا في العراق لا تخوّلها خوض حرب ضد إيران، وأن الرئيس بوش يفتقر إلى إمكانات اليوم»، جازمة بالقول: «لا يمكن حصول حرب لا من الطرف الأميركي ولا الإسرائيلي ضد إيران».فقد زارت بارتي، على رأس وفد من البرلمان الأوروبي، مقر المجلس البلدي في صور، ثم أضرحة شهداء مجزرتي قانا ومقر البلدية، فبلدية النبطية حيث عقدت لقاءً موسعاً مع رئيسها وأعضائها، ورئيس اتحاد بلديات الشقيف وفاعليات المنطقة. وجال الوفد بعد ذلك في النبطية، مطلعاً على بعض الأماكن التاريخية والأثرية، كما زار قلعة الشقيف. وأعلنت أن هدف الزيارة «هو الصداقة ونقل سلام الاشتراكيين». وقالت: «لبنان يجب أن يبقى غير منحاز إلى أي معسكر أميركي أو إيراني»، داعية إلى «المحافظة على وحدة البلد، لأنه متعدد الطوائف، وهنا تكمن قوته، وهذا أفضل رد على كل العالم». وأكدت العمل «على منع أي فتنة في لبنان». وأوضحت أن الأوروبيين «أصدقاء وشركاء»، لكنهم لا يمكنهم فرض حلول للأزمة اللبنانية، معتبرة أن «الحل الوحيد هو التوافق بين الجميع بدون وجود غالب أو مغلوب».
وتحدثت عما تركته زيارة قانا من أثر في نفوس أعضاء الوفد، مشيرةً إلى أن ما تعرضت له هذه البلدة «فتح عيوننا على ما يحصل في لبنان»، وقالت: «فهمنا اليوم أن الحرب (الإسرائيلية الأخيرة على لبنان) لم تكن صدفة، وهي تستهدف كل الشعب اللبناني، ولبنان كبلد ديموقراطي متعدد الطوائف، ولهذا أرادوا تدميره».
(وطنية)