قانا ــ آمال خليل
جلست الحاجة لطفية شلهوب أمام دارها المطلة على مقبرة شهداء مجزرة قانا الثانية في حي الخريبة، تراقب مجموعة من الناس «الذين يبدو أنهم أجانب» يرافقهم رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي. لم تكلّف نفسها عناء السؤال عنهم، فالزوار برأيها «كثر، إنما زيارتهم لن تحيي الشهداء ولن تشفي جراح الناجين وتعوّض على المتضررين».
تكلّمت بارتي بتأثر أمام القبور، فيما يشاهدها ببرود، محمد شلهوب الأب الناجي من المجزرة الثانية والمفجوع
بابنته الصغيرة؛ ثم أنهت زيارتها التضامنية وغادرت. وبقي في قانا صمت الموت الذي يلّفها من أقصاها إلى أقصاها، والذي يتبدّد قليلاً في مثل هذه الأيام من السنة. اليوم مساءً، سيمشي أطفال قانا الباقون في مسيرة شموع تنطلق من مقبرة شهداء المجزرة الثانية في خراج البلدة إلى وسطها، حيث يرقد شهداء المجزرة الأولى منذ 11 عاماً. أما غداً فستجتمع بعض الحشود لاستذكار الضحايا، قبل أن يعود الصمت ليسيطر على قانا من جديد خوفاً من مجزرة ثالثة.