strong> فاتن الحاج
لم تشأ أمس نقابة المعلمين في لبنان أن تمرّ الندوة الحوارية في ذكرى 13 نيسان من دون أن ترد على حملة من سمتهم «المغرضين». فالمسؤول التنفيذي في اللجنة الإعلامية رفيق خوري أعلن أنّ «النقابة بألف خير، والأساتذة هم من يحاسبون، مهما فتن المغرضون واسترخصوا ما يُنجز. ولأنّها تسعى وجلّ من لا تواجهه هفوات وعثرات يهاجمونها. أما ردّها فهو أنّها مقلع نضال في سبيل الخير العام، لا في سبيل أهداف شخصية».
واستحقت الحملة الإعلامية على المجلس التنفيذي للنقابة واتهامه بالفساد وهدر الأموال رداً آخر من نقيب المعلمين نعمه محفوض، الذي خرج عن النص المكتوب، في اختتام الندوة ليقول «إنّ النقابة هي بحجم البلد وستبقى نقابة للمعلمين كل المعلمين الذين تجمعهم حقوقهم ورواتبهم ومهنتهم قبل المصالح الحزبية». ودعا محفوض المجتمع اللبناني إلى أن يحذو حذو النقابة التي تجري انتخاباتها في يوم واحد، مؤكداً «أننا جزء من هذا الوطن وعلينا إرساء ثقافة الحوار والإصغاء».
وكانت النقابة قد اتخذت من ثقافة الحوار هذه محوراً للندوة الحوارية التي نظمتها أمس في مدرسة بيروت الإنجيلية للبنات والبنين ـــ الرابية، في الذكرى الـ 32 لاندلاع حرب لبنان.
وشرح مسؤول اللجنة الإعلامية في النقابة ادكار أبو رزق «أنّ ندوتنا صرخة من أجل العودة إلى الحوار على قاعدة الاحترام لإنتاج تسويات، بعيداً من الفرض والتهديد والتخوين».
وتساءل رئيس المدرسة جان قسيس في ندوة «حقك وحقي بالحوار» عما يخبئه المتحاورن وراء الابتسامات الصفراء وتبيّته النفوس والعقول من قرارات وأحكام مسبقة، معتبراً «أنّ ما نسمعه من ندوات حوار وطاولات حوار تدور في معمعة من حوار الطرشان». ينسحب القلق إلى كلمة النائبة بهية الحريري التي قالت: «كنت أتمنى أن نكرر ما قلناه في السنوات الماضية «كي لا ننسى... وحتى لا تتكرر»، إلاّ أنني أشعر بالمرارة مع عموم المواطنين الذين تحول حلمهم إلى كابوس، فالخوف والتفكك يهيمنان على واقعنا ونفوسنا».
أما مدير الندوة الإعلامي زياد الصائغ فأكد أهمية إطلاق الحوار بمنأى عن المراوغة والشطارة، وبهدوء الأقوياء لا بقبضات المتسلطين، مشيراً إلى أنّ حسم المفاصل المصيرية جبروت إرادات وتقابل حجج، لا انفلات في ساح الاتهامات.
من جهته، شدد الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب مروان تابت على «أنّ مسؤوليتنا نحن التربويين إعادة النظر في أساليب التعليم السائدة ومضامين البرامج وقدرتها على إظهار الخيارات اللاعنفية والتركيز على التمرس فيها». ووافقه رئيس رابطة المدارس الإنجيلية القس سهيل سعود الرأي فأوصى بإدخال مادة تكنولوجيا الحوار البنّاء جزءاً لا يتجزأ من مناهجنا المدرسية لتعليم أولادنا مهارات الحوار البنّاء.
ورأى الأمين العام لمدارس العرفان الشيخ سامي أبي المنى «أنّ ما دعت إليه النقابة وما تسعى إليه في حملتها التربوية لترسيخ روحية السلام، وتعميم ثقافة الحوار، وإطلاق ميثاق الشرف التربوي ضد الحرب، يصب في صلب رسالة التربية التي نحملها في مدارسنا واتحاداتنا التربوية».
لكنّ الإعلامي وليد عبود فجّر كل غضبه في الأسباب الثلاثة التي عددها لدى الإجابة عن سؤال: «لماذا حقي وحقنا وحق كل اللبنانيين منتهك بالحوار في هذا البلد؟». فالسبب الأول، مثلما قال عبود، نفسي اجتماعي يتحكم بمزاج اللبنانيين الذين يميلون إلى التهرب من مواجهة الحقائق عارية مثلما هي، لذا يتحول الحوار إلى تكاذب مشترك. أما السبب الثاني لفشل الحوار فهو عدم قيام تفاعل حقيقي بين المتحاورين، نتيجة عدم امتلاكنا ثقافة الحوار، فضلاً عن أننا غير قادرين على كسر أمور ما زلنا نعدها من المحرمات.
بدوره، طالب مسؤول المكتب التربوي المركزي في حركة أمل الدكتور حسن زين الدين بأن لا يبقى 13 نيسان عنواناً أخرس مشؤوماً، فالوطن اليوم هو الشهيد الحي الذي يقول لنا «العنف لا يحل مشكلة، وعبثاً نبحث عن وحدة الأرض خارج وحدة الشعب».
وكلمة الختام كانت للنقيب محفوض الذي قال «ليس في الفعل التربوي من حياد في الخيارات المصيرية».