فاتن الحاج
طالَعت وزارة المال الجامعة اللبنانية باقتراح نقل 17.5 مليار ليرة إلى احتياط موازنة عام 2007، بدلاً من الـ29 ملياراً التي طرحتها إدارة الجامعة. الاقتراح استنفر رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر ورابطة الأساتذة للتحرك معاً في وجه الإهمال المقصود تجاه الجامعة

يبدو أنّ وزارة المال ستوحّد أهل الجامعة اللبنانية على اختلاف انتماءاتهم ضد سياسة إلغاء جامعتهم الوطنية. فاقتراح المدير العام للوزارة ألان بيفاني بنقل 17.5مليار ليرة لبنانية إلى احتياط موازنة عام 2007، أثار حفيظة رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر الذي سارع إلى استمزاج موقف الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة، بغية إنقاذ موازنة الحد الأدنى.
وعقد اجتماع في مقر رئاسة الجامعة حيث اتفق الطرفان على طلب موعد من وزير المال لمقاربة القضية، وخصوصاًَ بعدما تبين لأهل الجامعة أنّ من يتعاطى بالأرقام موظفون تقنيون ليس لهم علاقة بالشؤون الأكاديمية. ولوّح المجتمعون بالتحرك التصعيدي إذا لم يتجاوب الوزير مع مطلبهم الأكاديمي، متسائلين عن رأي وزير التربية والتعليم العالي الذي لطالما رأوا أنه ابن الجامعة والمدافع الأول عنها.
أما النقاش فتمحور حول موضوعيْن رئيسيين: مشروع الموازنة وما تقترحه وزارة المال وملف التفرغ. وقد دعا شكر في بداية الاجتماع، إلى مقاربة علمية وموضوعية للقضيتين، على خلفية أنّ الجامعة ليست إدارة عادية بل منوط بها التعليم والبحث العلمي، وما يترتب على ذلك من تزويد الجامعة بمختبرات بحثية وتجهيزات. وأوضح شكر «أنّنا ركزنا في طرحنا لمشروع الموازنة على مال الاحتياط لتغذية البنود الرئيسية وهي المتفرغون الجدد، والتجهيزات المخبرية والمكتبة والمنح لإرسال متفوقين إلى الخارج». ورأى «أنّه حين تبادر الدولة إلى اتخاذ قرارات أكاديمية كإنشاء مدارس للدكتوراه، عليها أن تدرك أنّ للأمر تبعات مالية».
ورأى شكر أنّ ظروف البلد لا تبرر عدم صرف الموازنة بالكامل كما يحدث في العادة، مؤكداً «أننا لسنا مضطرين إلى الوقوف على باب أحد لصرف أموال نحن بأمس الحاجة إليها». وقال: «اكتفينا بالحد الأدنى الذي بدونه لا تستطيع الجامعة أن تستمر وسنتواصل معهم، وفي حال عدم التجاوب سيكون هناك موقف للجسم التعليمي ولرابطة الأساتذة ولي شخصياً».
من جهته، شدد رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة الدكتور سليم زرازير على تمسك الرابطة ببند المتفرغين الجدد الذين يبلغ عددهم 150 أستاذاً. وفيما جدد التأكيد «أنّ تجربتنا سيئة مع وزارة المال لكونها لا تدرك أهمية دور الجامعة»، اقترح على «الرئيس» تجنب المراسلات والسعي إلى أخذ موعد قريب من وزير المال لمناقشة تفاصيل البنود، انطلاقاً من قناعته بالموازنة التي أعدّها. وأشار عضو الهيئة التنفيذية الدكتور شربل كفوري إلى أنّ موازنة الـ155 ملياراً فرضت علينا، ونحن لا نريد أن نبقى متسولين على أبواب الوزارات، في الوقت الذي يجب أن تتمتع فيه الجامعة باستقلاليتها. ودعا كفوري إلى الحديث في السقف الذي وضعوه لنا وليس في التفاصيل المملة، وخصوصاً أنّ هناك مصاريف ثابتة غير مسموح المس بها كتجهيزات الكليات التطبيقية مثلاً. وأكد «أننا في الرابطة صف واحد للحفاظ على مطالبنا الأكاديمية».
واقترح عضو الهيئة التنفيذية الدكتور نزيه خياط تشكيل وفد مشترك من رئيس الجامعة والهيئة التنفيذية للقاء وزير المال وبت الموضوع بشكل نهائي.
أما عضو الهيئة التنفيذية الدكتور عصام خليفة فانتقد تقديم «الرئيس» لمشروع الموازنة من دون استشارة مجالس الوحدات، باعتبار أنّ الموازنة يجب أن تكون نابعة من نقاش علمي وقيادة جماعية. هنا تدخل شكر ليوضح أنّه ليس لدينا الحق في تجاوز الـ155 ملياراً، وبالتالي لم يحدث أي تغيير في موازنة الفروع، بل في موازنة الإدارة المركزية، مشدداً على أنّ تحسين أوضاع الجامعة يعنينا جميعاً لكن في حدود المنطق والعقل». وبالنسبة إلى المتفرغين الجدد، لفت خليفة إلى أنّ المبلغ المرصود (4 مليارات) يسمح بتفريغ 133 أستاذاً لا 225 أستاذاً كما يقال. ودعا نائب رئيس الهيئة الدكتور محسن الأمين إلى رفع الصوت لمواجهة سياسة ضرب الجامعة اللبنانية.
وركز عضو الهيئة التنفيذية الدكتور عبد الله زيعور على زيادة طاقة الاستيعاب في الجامعة لمواجهة سياسة إضعاف قدراتها ما يرتد خيراً على الجامعات الخاصة. وفي هذا الإطار، تمسك عميد كلية العلوم الدكتور علي منيمنة بحاجة الكلية إلى متفرغين جدد وتطبيق قانون التفرغ. ورأى أمين سر الهيئة التنفيذية الدكتور حميد الحكم أنّ المعركة الحقيقية في الأرقام الرئيسية، مشيراً إلى أنّ بعض التقننين في وزارة المال يتذاكون علينا عبر اللعب على مال الاحتياط. وقال: عندما لا ترضخ وزارة المال لأرقام الجامعة فنحن جاهزون للقيام بواجبنا». وكان قد سبق الاجتماع مع الهيئة التنفيذية لقاء عقده رئيس الجامعة مع عمداء الكليات والمديرين الجدد. وأوضح شكر أنّ تغيير المديرين ينطلق من مبدأ المداورة وليس انتقاصاً من كفاءة أحد، داعياً إلى تكريس للبنان وللجامعة.