احتفل لبنان بالأمس بيوم الأسير الفلسطيني المصادف في 17 نيسان من كل عام. هو يوم أحد عشر ألف أسير فلسطيني يضاف إليهم العشرات من الأسرى من جنسيات عربية مختلفة، وقد كُرِّس 22 نيسان، ذكرى اعتقال سمير القنطار، يوماً للأسير العربي.وللمناسبة نظمت الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين وهيئة ممثلي الأسرى والمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين احتفالاً في دار نقابة الصحافة، بحضور الوزير السابق أسعد دياب ممثلاً رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، النائب مروان فارس، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، ممثل السفارة الإيرانية في بيروت نظام الدين حسني، طلال حاطوم ممثلاً حركة «أمل»، علي فيصل ممثلاً منظمة التحرير الفلسطينية، أبو عماد الرفاعي ممثلاً تحالف القوى الفلسطينية، رئيس الجمعية اللبنانية للأسرى المحررين عطا الله حمود، رئيس رابطة الأسرى والمحررين الفلسطينيين مهنا كساب، الأسيرين المحررين الشيخ عبد الكريم عبيد وأنور ياسين، شقيق الأسير القنطار بسام، الأمين العام للجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين محمد صفا وممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وفود من عائلات الأسرى والمفقودين، وعدد من الأسيرات والأسرى المحررين.
النقيب البعلبكي استغرب موقف منظمة الأمم المتحدة من هذه القضية، وقال: «كيف لا تتحرك الأمم المتحدة لوضع حد لهذا الاعتقال الذي يتحدى الأعراف الدولية وقوانين حقوق الإنسان كافة».
بعدها ألقى الرفاعي كلمة قال فيها: «في زمن أوسلو كان شعبنا يظن أن قضية الأسرى والمعتقلين ستكون من أبرز النقاط التي سيتفاوض حولها المفاوضون، لكن قضية الأسرى كانت أكبر برهان على أن الاحتلال باق بكل أشكاله العدوانية، وأنه لا يفقه لغة الحوار، ومن يراهن على ذلك من جديد، فتجربة أوسلو أكبر شاهد وبرهان».
ورأى فيصل «أنه لا حل في منطقة الشرق الأوسط من دون إطلاق الأسرى، ومن دون عودة اللاجئين إلى ديارهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس» واسترجاع الأراضي المحتلة، داعياً إلى «أن يكون هذا اليوم هو يوم تجديد خيار المقاومة وخيار الانتفاضة».
وتحدث كساب عن «الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي»، فقال إن بين الأسرى 134 من النساء والفتيات، و398 من الأطفال و850 معتقلاً إدارياً من دون محاكمة، و64 قضوا في السجون أكثر من 20 عاماً، من ضمنهم 10 أسرى تجاوزوا 25 عاماً أقدمهم عميد الأسرى الفلسطينيين سعيد العتبة، الذي سينهي عامه الثلاثين في الأسر، يليه نائل البرغوثي وفخري البرغوثي وعميد الأسرى العرب سمير القنطار».
وألقى حاطوم كلمة أكد فيها عدم التمييز بين أسير وأسير، «فجميع الأسرى هم الأحرار في معتقلاتهم، ومعظم العرب هم الأسرى في أوطانهم».
وأعرب الشيخ عبيد عن أسفه لسماع بعض قادة العرب وجميع زعماء الغرب، وخصوصاً أميركا يطالبون بإطلاق أسرى العدو، بل يحفظون أسماءهم عن ظاهر قلب، كأنهم يجيدون العبرية ولا يطالبون ولا يذكرون بل لا يعرفون الكثير من أسماء أسرانا، وتابع: «لنسأل حكومتنا وغالبية حكومات العرب، هل الأسرى دائماً هم في سلم أولويات مطالبكم ومحادثاتكم مع الأوروبيين والأميركيين وفي أروقة الأمم المتحدة، وتضعون حريتهم شرطاً للمفاوضات مع هؤلاء ومع العدو؟ يا من صنعتم الصلح معه وتسعون إلى ذلك، وأي صلح، بل أي استسلام وحتى وإسرائيل مهزومة ترفض الحديث معكم وترفض مبادرتكم وترفض حتى الاعتراف بدوركم، وفي المقابل ترضخ لشروط ومطالب المقاومة رغم أنها تحصل بطرق غير مباشرة عبر الوسطاء».
وتوجه عبيد إلى الأسير سمير القنطار وجميع الأسرى: «وعد الأمين وصدق، فجاء النصر واقترب يوم خروجكم من الأسر، فلا مفر للعدو من ذلك عاجلاً ولا أقول آجلا ولا أقول بأن العدد لا يكفيه، فلن يجرب الحرب معنا مرة أخرى، فقد خبر صبرنا وبأسنا».
واختتم الاحتفال بكلمة للأسير المحرر أنور ياسين، فوجه «تحية مجد وإكليل غار من الأسرى المحررين إلى جبين أكثر من 11 ألف أسير في المعتقلات الإسرائيلية»، ورأى «أن هذا الاحتفال بأبعاده الوطنية والقومية والإنسانية له نكهة خاصة هذه الأيام، لأنه يستعيد مكانة القضايا الكبيرة التي توحد في زمن تنتشر فيه المواقف الصغيرة الفئوية والضيقة التي تحاكي بوعي أو من دونه المشاريع المشبوهة التي تحاك للمنطقة من الإدارة الأميركية وإسرائيل». وختم ياسين: «حضوركم اليوم يؤكد لمن يراهنون على تهميش هذه القضية وغيرها من خلال بث الفتن، أنهم واهمون. وكما قال سيد المقاومة: «نحن قوم لا ننسى أسرانا في السجون، وسنبقى على عهد الشهداء والمقاومين الشرفاء».
تجدر الإشارة إلى أن المخيمات الفلسطينية في بيروت والجنوب شهدت أيضاً سلسلة اعتصامات للمناسبة.
(الأخبار)