strong>يلتقي نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف الرئيس بشار الأسد في دمشق اليوم، بعد اجتماع عقده مساء أمس مع وزير الخارجية وليد المعلم وأبدى المسؤول الروسي قبل مغادرته بيروت امس تخوفه من أن يكون لإقرار المحكمة تحت الفصل السابع تداعيات محلية تساهم في توسيع الانقسام بين اللبنانيين
استهل نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف زيارته لدمشق أمس بلقاء وزير الخارجية وليد المعلم على ان يلتقي اليوم كلاًّ من الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع.
وكان سلطانوف قد وصل الى العاصمة السورية ظهر أمس آتياً من بيروت بعد أن أمضى فيها يومين اجتمع خلالهما الى الرؤساء إميل لحود ونبيه بري وفؤاد السنيورة والوزير المستقيل فوزي صلوخ ونائب رئيس المجلس فريد مكاري الذي أولم مأدبة عشاء على شرفه مساء أول من أمس حضرها الوزراء مروان حمادة، نايلة معوض، شارل رزق، النائب بطرس حرب، النائب السابق نسيب لحود، عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده، محمد شطح، نادر الحريري، والسفير الروسي في لبنان سيرغي بوكين.
وكشفت مصادر المجتمعين لـ «المركزية» أن سلطانوف أثار جملة أمور تتعلق بموضوع المحكمة الدولية مستفسراً عن نقاط محددة بعدما أبدى تخوفه من أن يكون لاعتماد الفصل السابع تداعيات محلية تساهم في توسيع الشرخ والانقسام بين اللبنانيين وزيادة التباعد.
من جهتهم، شرح الحاضرون موقفهم من الموضوع وشددوا على «أن إنشاء المحكمة يعزز الاستقرار ويوطّد الأمن خلافاً لما يروّجه البعض ضمن معادلة إما المحكمة أو الاستقرار». وأكدوا «تمسك الأكثرية بإقرار المحكمة عبر المؤسسات الدستورية وشرحوا الأسباب التي تحول دون ذلك ومنها مصادرة مجلس النواب، وربط هذا الموضوع الحيوي من ناحيته الوطنية والإنسانية بمواضيع سياسية منها مقايضة المحكمة بالحكومة».
وقال النائب بطرس حرب «انه جرى بحث للمهمة التي يقوم بها سلطانوف»، ولفت بعد لقائه البطريرك نصر الله صفير أمس، إلى «أن أجواء الموفد الروسي هي القيام بمسعى للتوفيق بين اللبنانيين بشأن عملية المحكمة الدولية. وما فهمناه منه أن روسيا مقتنعة بوجوب قيام المحكمة، وأن يتفق اللبنانيون على هذا الأمر، وهو ما يمكن أن يسهّل إقرارها في جو من التوافق اللبناني». ورأى حرب «أن روسيا متريثة، وإذا لم يتفق اللبنانيون على مشروع المحكمة آنذاك فإنها ستدرس هذا الأمر وتتخذ الموقف المناسب. وما شعرناه من خلال موقفها أنها وجهت نصيحة إلى المعارضة كي تقدم ملاحظاتها على مشروع المحكمة». وتابع قائلاً «لم نشعر أن لدى روسيا موقفاً سلبياً من مبدأ قيام المحكمة، لكن هناك إمكان للتعاطف الإيجابي، وقد يتطور هذا الموقف نتيجة المهمة التي يقوم بها الموفد الروسي والمقترنة بذهابه الى سوريا والبحث مع المسؤولين فيها في موضوع المحكمة».
وسئل حرب اذا كان عدم تقديم ملاحظات المعارضة سيؤدي الى إقرار المحكمة تحت الفصل السابع فأجاب: «إن عدم قدرتنا نحن اللبنانيين على التوافق لإقرار مشروع المحكمة الذي وافقت عليه الحكومة سيؤدي إلى حالة جديدة وسيضع مجلس الأمن أمام خيارين: إما ان يهمل ويسقط المحكمة وإما ان يقرّها، وأنا أرى أنه في ظل الجو الدولي القائم، وفي ظل مطالبتنا بإحقاق العدالة ووضع حد للإجرام الحاصل، فإن مجلس الأمن مقبل على إقرار المحكمة وفق الأصول المتوافرة لديه».
من جهته، أكد وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ «ان روسيا دولة ذات وزن على المستوى الدولي، ولها دور راسخ في هذه المنطقة من العالم، ولديها معرفة بالأمور في منطقتنا، ولديها من الحكمة والبصيرة ما يجعلها تدرك جيداً طبيعة الدور الدولي المطلوب لتحقيق الاستقرار في دول المنطقة ولا سيما لبنان. لذلك نجد الأصدقاء الروس يشددون دائماً على التوافق وعلى أفضلية الوسائل الداخلية على التدخل الدولي. وقد شرحنا للصديق سلطانوف حقيقة الاوضاع والآليات الدستورية التي يجب اتباعها لإنتاج الحلول، وهي الشيء المتاح والممكن بشكل عاجل اذا ما توافرت الارادة لذلك. كما شرحنا له أن الخلاف في لبنان ليس خلافاً حول مبدأ المحكمة بل هو خلاف حول تفاصيلها والآليات الدستورية التي توافقها وتتيح إقرارها».
وأعرب عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني في حديث اذاعي، عن اعتقاده بأن «الموقف الروسي هو مبدئي وواضح، فهو مع المحكمة ذات الطابع الدولي ومع العدالة والاقتصاص من المجرمين»، مشيراً الى أنه «قد تكون هناك تحفظات في ما يخص اعتمادها في مجلس الأمن عبر الفصل السابع، لكنهم ليسوا ضد إقرارها في مجلس الأمن ولن يستعملوا حق الفيتو في موضوع المحكمة اذا عادت الى مجلس الأمن».
(مركزية، وطنية)