strong> رندلى جبور
«لأنّ التشويه النهائي للطبيعة أخطر بكثير من الإفتراق السياسي»، استبدل طلاب «التيار الوطني الحر» في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإداريةـ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية السياسة بالبيئة، فاستضافوا في مسرح الكلية الناشط البيئي الفنان غسان الرحباني.
وقد حافظ الرحباني على عفويته المعتادة في طرح مشكلات بيئية خطيرة، تبدأ في الكسّارات وتمرّ في المكبات العشوائية قبل أن تصل إلى أزمة الصرف الصحي. كما لم يفوّت الرحباني فرصة تمرير «لطشات» سياسية، لأن المسؤولية، برأيه، تقع على الحكومات المتعاقبة.
«قصتنا بهالمجتمع» قصة طويلة لم تغب كلماتها وألحانها عن مسرح «الحقوق ـ 2»، ومسامع طلاب أبدوا حماسة كبيرة لسماعها، خصوصاً أنّ مؤلفها ومغنيها «المحبب إلى القلوب» موجود بينهم. وقد طرح الرحباني قضية نقل نفايات البيوت من مكب النورماندي إلى مختلف المناطق اللبنانية ليقول بجرأة وابتسامة ساخرة: «لكي تبقى سوليدير الجوهرة، يجب أن يصبح كل لبنان أحزمة بؤس، قرّفونا سوليدير بصراحة».
الرحباني الذي أعلن بوضوح أنّه عوني منذ 1989، طالب الشباب بإلتزام لون معيّن من دون إبداء الحقد تجاه الآخر وقال:«العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لا يجب أن تكون مثل العلاقة بين السمك واللبن».
واستغرب الرحباني، على الرغم من أنّ الندوة بيئية، كيف يمكن للبناني أن يدعم حكومات ويؤيدها وهي لم تقدّم شيئاً منذ العام 1940، متوقفاً عند سوء التنظيم في الطرقات والسير والكهرباء والنفايات والمياه المبتذلة والكسارات التي هي بمعظمها من دون ترخيص. وكانت الباحثة ليلى نقولا الرحباني قد تساءلت، في بداية الندوة: «هل هناك من يعمل لأجل «لبنان بيئة 2007» كما كان هناك حملة «لبنان استقلال 2005»؟ مشيرة إلى أنه يجب التخلي عن المثل اللبناني القائل: «من بعد حماري ما ينبت حشيش» من أجل حماية الأجيال المقبلة.
وكانت البالونات البرتقالية قد ملأت ساحة الكلية ومسرحها، وقد وزّع مسؤولو «التيار» في الجامعة مقتطفات من برنامج التيار الوطني الحر في الشق المتعلق بالإهتمام بالبيئة وحمايتها ولخّصها مندوب «التيار» في الكليّة جاد غصن في كلمته.