غسان سعود
اختارت هيئة ممثلي الأسرى في السجون الإسرائيلية مناسبة الذكرى الـ 29 لاعتقال الأسير سمير القنطار لإطلاق موقعه الالكتروني باللغات العربية والانكليزية والفرنسية والعربية. الموقع الذي يزوره 283 إسرائيلياً من أصل كل 1000 زائر يطمح لأن يكون بوابة معرفية تواكب قضية الأسرى وتفضح الانتهاكات اليومية التي ترتكب في حقهم

تطل عينا سمير القنطار على الحاضرين من أمام خلفية حمراء. عينان تبدوان مفعمتين بالوعود والأحلام تظلل هذا العام سبعة «رفاق» بعدما أضيف لنسيم نسر ويحيى سكاف خمسة أسرى جدد. وهؤلاء يحسنون أيضاً استخدام عيونهم في التعبير عن إيمان بقضية، ووعد بانتصار. هكذا تتحول قاعة نقابة الصحافة إلى ما يشبه مساحة اتصال بين الأسرى من جهة والمعنيين بقضيتهم من جهة ثانية. ويستعيد الحاضرون كلمات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي وجهها إلى عميد الأسرى سمير القنطار بذكرى اعتقاله العام الماضي. يومها قال نصر الله إن وعد حزب الله للمعتقلين والأسرى «حازم عازم راسخ، هو يمين مع الله وعهد مع الله ولا يمكن ان يتزلزل ولا يمكن ان يهن ولا يمكن ان يضعف». وأكد استحالة التراجع عنه، مهما كانت الصعاب. وعدٌ تقول إحدى المشاركات في الحفل إنه سيصدق حتماً، بعدما ترجم السيد عملياً الخطوة الأولى لتحقيقه.
هنا الذكرى الـ29 لاعتقال سمير القنطار. مناسبة استعاضت عن الخطابات الصحافية بمؤتمر هادئ يهدف لإطلاق الموقع الالكتروني للأسير القنطار بحلة جديدة وبأربع لغات. عربية، انكليزية، فرنسية وعبرية. «إيماناً بضرورة أن تحتل قضية الاسرى في فضاء العالم الافتراضي، مكاناً متقدماً، يواكب كل ما يتعلق بقضية الاسرى ويفضح الانتهاكات اليومية التي ترتكب في حقهم». وكان رئيس الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين عطا الله حمود أول المتكلمين في المؤتمر الذي حضره النائب أمين شري والقنصل في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية نظام الدين غول حسني، وممثلون عن الاحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية، ووفد من الأسرى المحررين وعائلات الأسرى المعتقلين والمفقودين في السجون الإسرائيلية.
حمود أشاد «بالأبطال الذين يعانون الأمرّين، يتحدّون السجان، ويقبعون داخل زنزاناتهم قائلين إن إرادتنا حرة وستبقى». ورأى «أن إطلاق الموقع الالكتروني بلغاته الأربع تحدّ علمي وثقافي للعدو». ثم تحدث الزميل بسام القنطار شقيق عميد الأسرى فأكد «أن سمير أمضى أعوام اعتقاله الـ29 حرّاً في اعتقاداته الفكرية والسياسية، وفي تمسكه بهويته العربية وتأييد نهج المقاومة وخيار التحرير». ورأى أن «سمير» مناضل يختزل حقيقة المعنى الثقافي والسياسي، لجيل من آخر المعتقلين في نهاية قرن وبداية قرن، ويختزن ذاكرة وانتماء، يصر على حق المشاركة والحوار. ورأى في موقع (www.samirkuntar.org) بوابة معرفية لكل ما يتعلق بقضية الاسرى والمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية، اضافة الى المعتقلين السياسيين في مختلف انحاء العالم.
وأوضح أن قسم اللغة العربية من اكبر الأقسام وأوسعها نظراً لوفرة المواضيع والمعلومات. فيما يتطور القسمان الانكليزي والفرنسي بجهود تطوعية لمجموعة من الأصدقاء في لبنان وفرنسا وخصوصاً في مجال الترجمة. اما قسم اللغة العبرية فيسهم بترجمة معظم مواده أصدقاء عرب في مناطق الـ 48. وقال القنطار «إن المتشددين الصهاينة حاولوا تعطيل الموقع. وأطلقوا عشرات المواقع الرديفة لتشويه الحقائق، ووصف سمير كأنه مجرد مجرم تسلل إلى إسرائيل».
من جهة أخرى، قال أحد المتطوعين في الإشراف على الموقع، إنهم يحتاجون إلى جهود المتضامنين مع قضية الأسرى لتعميم الموقع ونشره في كل المنتديات، ووصله بمختلف المواقع الصديقة. وأشار إلى ترحيب إدارة الموقع بالمتطوعين والراغبين في بذل جهود تتعلق بأعمال التصميم والترجمة والتحرير والنشر، على أمل أن يمثّل هذا الموقع في المستقبل القريب موقعاً شخصياً لسمير عند تحرره، ومساحة للتعبير وتوثيق التجربة المهمة والفريدة التي عاشها داخل المعتقل.
ومع انتهاء المؤتمر، وتغلغل المعتقلين السابقين وسط عائلات الأسرى الحاليين للاطلاع على أمورهم، كان صدى كلمات السيد في العام الماضي، التي نشرت على الصفحة الرئيسية في الموقع تحت عنوان «الوعد الصادق» يعود ليعلو في القاعة. «بدماء هؤلاء الشهداء ستعود إلى قريتك وعائلتك وجبلك وسيعود إخوانك المعتقلون والأسرى عنواناً للحرية والشرف».