strong> بسام القنطار
أسهم الوضع الجغرافي للبنان وتضاريسه، وبالتالي مناخه، وكذلك الطبيعة المتنوعة لمميزاته الجيولوجية، في ثرائه النباتي. هكذا، فإن لبنان غني بأنواع من النباتات موجودة في كل بلدان حوض البحر المتوسط، على غرار القسطوس والخرنوب والصنوبر الحلبي والبطم العلكي والنبق. كما أنها تتميز بأنواع شرق متوسطية، نذكر من بينها: البلان والقصعين والزوباع والزوفة واللهب البطم الفلسطيني والقطلب والحوزغير أن جولة ميدانية لـ«الأخبار» عكست واقعاً يثير التشاؤم. فقد أدت الحرائق إلى خسارة نحو 3460 هكتاراً من غابات لبنان وغطائه النباتي مع نهاية عام 2006، يضاف إليها الرعي الجائر والتمدد العمراني والمقالع والكسارات والمرامل وجمع النباتات الطبية لأغراض تجارية، كل هذه العوامل تهدّد التنوّع البيولوجي في لبنان، فضلاً عن الاحتباس الحراري وتغيير المناخ على المستوى العالمي الذي تأثرت به دول حوض البحر المتوسط حسب ما ورد في التقرير النهائي للمؤتمر الـ38 للجنة الدولية للاستكشاف العلمي في البحر المتوسط التي اختتمت أعمالها قبل أسبوع في اسطنبولوقد ظهرت تأثيرات عوامل التغيير المناخي العالمي بشكل واضح في لبنان خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني من العام الفائت، الأمر الذي يشير إلى انعكاسات سلبية كبيرة على المستوى البيئي في المديين القريب والبعيد.
يتجاوز عدد نــــــــــباتات وأزهار لبنان البــــــــــــرية الـ 1000 نوع، يصــــــــــــنّف العديد منها في خانــــــــة النباتات الطبية، إلا أن العثور على بعضها يبدو صعباً نظراً لندرتها، وهي تصنف بين النباتات الواجبة حمايتها من الانقراضولقد أتاحت الدراسة الإيكولوجية للنباتات الطبية في لبنان، إعداد قائمة بـ 236 نوعاً موزعة في مختلف مستويات النباتات المعروفة، نذكر منها: ختميّة، دردار، قنطريون، غبرة، سورنجان، لبلاب، شبرق، قصعين، ندغ، سلبين مريمي، بلوط الأرض، قصبة الراعي، ناردين مخزني، حشــــــــــيشة أبو شيح، اناغلس الحقول، خزامى اسطوخودس، كف الدب، اخيلية، بربريس، أقحوان اكليلي، قثاء الحمار، طيون، عشبة البواسير، وزّال، شقـــــــــــيق، خروع، قبوع الراهب، عنصرة، جزر بري، بابونج، كعب الغزال.
أما النباتات التي تدخل في قائمة المطبخ اللبناني فهي: عريشة، قرنفل قرطاجي، هندبا برية، زعفران، قرصعنة، عكّوب، حمّيضة، صنّاريّة، شوفان، عريشة، مردقوش والصعتروتشتمل الطبيعة اللبنانية على نسبة كبيرة من النباتات المتعددة الأقاليم التي لديها نطاق جغرافي واسع جداً. وهي في أكثريتها نباتات إطلالية ويجوج، أو تنتمي إلى فصيلة (Ripisylves) أو تلك التي توجد على ضفاف الأنهر ومجاري المياه. من ناحية أخرى، يوجد في القمم المرتفعة لجبل المكمل وجبل صنين نباتات قبسية مهمة نسبياً، تشتمل حاشيتها النباتية على سبيل المثال، على سوسن صوفر، بنفسج لبنان، الاسطرغالس الإهدني، السورنجان اللبناني، القرنفل الكرامي.
وهذه الثروة الطبيعية من أهم ميزات لبنان في مجال التنوع البيولوجي، لكن للأسف فإن معظم المشاريع المنفذة في لبنان والمتعلقة بالتنوع البيولوجي تجري على مستوى دراسات ولا تطبق فعلياً على الأرضوتجتاح الطبيعة اللبنانية العديد من الزهور البرية الغريبة، ومن المؤسف أن موضوع الأنواع الغريبة لم يلحظ في استراتيجية وخطة العمل الوطنية للتنوع البيولوجي كما لم يُدرَج في أي تقرير لبناني. إذ إن أغلبية المعلومات المتوافرة عن هذه الأنواع قديمة أو تستند إلى مصادر دولية، وفي كلتا الحالتين لا تظهر الأنواع الغريبة على ما هي عليه في لبنان.
أظهرت الدراسة الوطنية للتنوع البيولوجي في لبنان (1996) التي قامت بها وزارة الزراعة وجود 9119 فصيلة منها 4633 فصيلة نباتات و4486 فصيلة حيوانات. والهدف من هذه القائمة كان جمع المعلومات المنشورة والمتعلقة بالأنواع الموجودة في لبنان بغية إنجاز مرجع واحد للبنان، لكن هناك حاجة لتجديد هذه القائمة بعد القيام بالاستطلاعات الميدانية اللازمةاتخذ لبنان عدة تدابير تتعلق باستعمال الموارد البيولوجية التي تؤدي إلى تجنب أو إلى التقليل من الآثار الضارة على التنوع البيولوجي. مثال على ذلك، قرار وزارة الزراعة بمنع قطف النباتات الطبية. قوانين أخرى صدرت لمنع حصاد الزعتر البري والمريمية. منها القرار 92/1 الصادر عن وزارة الزراعة الذي يمنع تصدير النباتات الطبية والعطرية ومن ضمنها الزعتر، نبات الآس العطري والبنفسج. إلا أن هذه القوانين تبقى حبراً على ورق، وخصوصاً إذا أخذنا قرار منع الصيد نموذجاً للتشريعات التي تنتهك يومياً.





اتخذ لبنان تدابير تتعلق باستعمال الموارد البيولوجية تؤدي إلى تجنب أو إلى التقليل من الآثار الضارة على التنوع البيولوجي لكنها تبقى حبراً على ورق





أين سوسن صوفر؟

نادراً ما تشاهد سوسنة صوفر (Iris sofarana) في البرية وهي مهددة بالانقراض لأسباب متعددة منها تدهور موائلها الطبيعية، النمو السكاني والعمراني في المناطق الجبلية، المقالع والكسّارات، بالإضافة إلى قطفها من المواطنين.
اكتشف هذه الزهرة العالم هارتمن في عين صوفر على ارتفاع 1500 متر، لكن سرعان ما دمِّر الموقع. و صنّفها ووصفها عام 1899 العالم فوستر. وقد سجل وجودها في قرطبا عام 1901 على ارتفاع 1400 متر. وسُجّل وجودها في مواقع مختلفة من قبل علماء، باحثين ومستكشفين معاصرين: «موترد» اكتشفها في أسفل منحدرات جبل الكنيسة وعلى هضاب حزرتا ومرتفعات زحلة. كما سجّل وجودها أيضاً في منطقتي فاريا وبشري. تمثل هذه الزهرة قيمة جمالية وبيئية وأهمية استثنائية لبلدة صوفر ــــــ قضاء عاليه التي حملت الزهرة اسمها في كل الموسوعات النباتية في العالم. وبالإضافة إلى سوسن صوفر ثمة نبتة أخرى حملت اسم هذه البلدة الجبلية وهي «إسطراغالس صوفر» والاسم الشائع لها قتاد أو قتات. ولقد عملت العديد من الجمعيات الأهلية على نقل سوسن صوفر من مرحلة معرضة فيها للانقراض إلى مرحلة تكون فيها قادرة على التكاثر في موطنها الطبيعي، ويكفي أن نذكر أن أكثر من 48 نوعاً من الحشرات ينمو وسط هذه الزهرة ويتكاثر نتيجة وجودها، لندرك مدى أهميتها على مستوى التنوع البيولوجي في لبنان.




فوائد طبية

خزامى اسطوخودس، زهرة فائقة الأهمية من حيث منافعها الغذائية والطبية، تستخدم في صناعة العطور. الزيت المستخرج منها يساعد في تنقية المعدة والكبد. كما ان زيت هذه الزهرة يستخدم كمهدّئ ومزيل للآلام والالتهابات. أسماؤها المتداولة محلياً: شعنينة، ضرم وشاه اسبرم رومي.




تمتاز هذه النبتة بأنها رفيقة اللبناني اليومية في «منقوشة الصباح»، كما ان لأوراقها وزهرتها فوائد طبية عديدة. وتستخدم للشفاء من السعلة ووجع الرأس وآلام المعدة ولتسهيل الحيض.