أكّد رئيس الجمهورية العماد إميل لحود على ضرورة «استعجال اللبنانيين في التلاقي على ما يوحّد كلمتهم في ظل الاستحقاقات الداهمة على لبنان والمنطقة»، مجدّداً التشديد على «إبعاد المحكمة الدولية عن التسييس»، بعيداً من إقرارها على أساس الفصل السابع الذي «يعمّق الشرخ بين اللبنانيين ويؤدي إلى اقحام السياسة في المحكمة».وإذ انتقد التدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية وهو «ما يجعل لبنانيين يستقوون بالخارج على إخوتهم، ويزيد الأمور تعقيداً»، رأى لحود أن الدعم الذي قدّمته قطر إلى لبنان «سيبقى في ذاكرة اللبنانيين الذين لا خلاص لهم إلا من خلال وحدتهم».
بدوره، جدّد أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التأكيد على وقوف بلاده الى جانب اللبنانيين في كل «ما يساعدهم على تعزيز وحدتهم الوطنية وصمودهم في مواجهة الضغوط التي يتعرّض لها لبنان»، مشيراً الى ضرورة توافقهم على كل المواضيع المختلف عليها من خلال إرادة وطنية مشتركة.
وكان لحود قد وصل الى قطر، أمس، في زيارة رسمية تلبية لدعوة من أميرها الذي كان في استقباله في مطار الدوحة. وأجرى الطرفان محادثات في الديوان الأميري. وشكر لحود لأمير قطر الدعم الذي قدّمه للبنان إثر العدوان الإسرائيلي، لا سيما المساهمات المباشرة في إعادة إعمار عدد من المدن والقرى الجنوبية من خلال البرنامج القطري لإعادة الإعمار، منوّهاً بمشاركة الكتيبة القطرية العاملة في القوة الدولية في الجنوب بصفتها «أول مشاركة عربية في عملية حفظ سلام بإشراف الأمم المتحدة». وتوجّه لحود لأمير قطر بالقول: «إن اللبنانيين لن ينسوا زيارتكم إلى لبنان واختراقكم الحصار الذي فرضته إسرائيل عليه براً وبحراً وجواً خلال العدوان الأخير، وتفقدكم الضاحية الجنوبية المدمّرة»، مشيراً الى أن الزيارة «تجاوزت البعد التضامني إلى تأكيد ما يجمع البلدين الشقيقين من أواصر المحبة والتعاون والدعم».
وأعرب رئيس الجمهورية عن أمله في أن يتوصّل اللبنانيون الى اتفاق من أجل تقديم مصلحة لبنان على كل ما عداها، وإلا فإن الخسارة ستشمل الجميع»، لافتاً الى أنه يعمل على «تحقيق التقارب بين اللبنانيين، وتشجيع كل مبادرة من شأنها جمع الكلمة والشمل من جديد».
وفي موضوع المحكمة الدولية، أشار لحود إلى أن الملاحظات التي قدّمها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومساعده للشؤون القانونية نيكولا ميشال، هدفت إلى «تحصين المحكمة وتمكينها من أداء مهمتها، بعيداً عن التشكيك أو الاستهداف».
بدوره، رأى أمير قطر أن ما قدّمته بلاده «واجب تجاه لبنان واللبنانيين»، لافتاً الى أن التوافق بين اللبنانيين «عامل أساس ومهمّ ليعود لبنان كما كان منارةً للشرق وبوابة عبور إلى الغرب»، وأكّد وقوف بلاده إلى جانب كل الجهود المبذولة لـ«إعادة اللحمة والتضامن إلى اللبنانيين»، مضيفاً: «يمكن اللبنانيين أن يتّكلوا على دولة قطر التي تعمل من أجل خيرهم وسلامهم وراحة بالهم وتطورهم الاقتصادي والاجتماعي».


ميقاتي والحص وصلوخ إلى قطروصل الرئيس نجيب ميقاتي إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر الديموقراطية والتجارة الحرة. ويعقد لقاءات تشمل أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء حمد بن جاسم ونائب رئيس الحكومة لشؤون الطاقة عبد الله العطية. وتوجه إلى الدوحة للغاية نفسها الرئيس سليم الحص والوزير فوزي صلوخ.