strong>دعا «الأكثرية» الى التفتيش عن شعارات تنسجم مع الخصومة لا «كزّ» الشعارات الإسرائيلية
  • احتفاءً بالذكرى السنوية الـ29 لأسر سمير القنطار، أقامت الجمعية اللبنانية وهيئة ممثلي الأسرى والمعتقلين احتفالاً، تضمّن كلمة للشيخ نعيم قاسم استهلّها بتوجيه التحية الى «الأحرار بين القضبان، ورافعي الرؤوس عالياً من أجل الوطن والحرية

    جدّد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم التأكيد على أن سلاح المقاومة «سيبقى جاهزاً قوياً، ومستعداً للمواجهة في مقابل المشروع الإسرائيلي»، وأشار الى أن الأوراق التي تقدّم بعناوين الاستراتيجية الدفاعية «لا تقدّم ولا تؤخّر»، ناصحاً كتّابها بـ«نقعها وشرب مائها».
    ورداً على السؤال الذي يوجّه إلى «حزب الله»، ومفاده: من فوّضكم بحماية لبنان، ومن سمح لكم بالدفاع عنه؟، ردّ قاسم الكرة الى ملعب السائلين قائلاً: «نحن نسألكم: من فوضكم بإضعاف لبنان؟ ومن سمح لكم بأن تجعلوا أرضه مستباحة؟ لا تسألوا لماذا نقاتل، نحن نسألكم: لماذا لا تقاتلون؟ لماذا أنتم خانعون؟ أليست الأرض أرضكم، أليس هؤلاء الأسرى هم أسراكم، أليس هؤلاء الشهداء هم أبناؤكم؟ وهل أصبح الدفاع عن العائلة والكرامة يحتاج إلى إذن؟».
    وإذ دعا مثقفي «الأكثرية» وسياسييها وأصحاب الفهم فيها الى «أن يفتشوا عن شعارات تنسجم مع الخصومة السياسية، لا أن يكزّوا الشعارات عن إسرائيل أو أميركا»، لفت الى أن المعارضة «لا تريد أن تتهمهم، ولا تريد أن يكونوا في هذا الصف». لكن بالاستناد الى الشعارات التي تطلقها إسرائيل، توجّه قاسم للموالاة قائلاً: «لا تزعلوا اذا قلنا إن بعض شعاراتكم أو أغلبها هي شعارات إسرائيلية. نحن لا نتّهمكم وإنما نلفت أنظاركم الى أن هذه الشعارات إسرائيلية، ففتشوا عن شعارات أخرى حتى تنسجموا مع أنفسكم».
    وطمأن قاسم اللبنانيين الى أن لبنان المستقبل «لن يكون على شاكلة لبنان 14 شباط الفاشل»، قائلاً: «ألستم انتم أصحاب ثورة الأرز التي باركها (جون) بولتون؟ ألستم أنتم أصحاب الحشد في 14 شباط لإبراز القوة الشعبية لإثبات مقولتكم؟ ألستم انتم الذين حكمتم الى الآن لسنة ونصف سنة تقريباً بعد اغتيال الرئيس الشهيد الحريري أو أكثر؟ ما هي نتيجة تجربتكم؟ إذا كنتم فاشلين سياسياً وأمنياً وقضائياً واقتصادياً، فماذا تفعل حكومة في بلد تفشل في كل شيء تكلف به؟.. عليها أن ترتاح وتجلس جانباً. أنتم فاشلون في إدارتكم، وعليكم أن تعترفوا».
    ومحمّلاً الموالاة مسؤولية «تعطيل كل المؤسسات الدستورية، وعدم الاستقرار السياسي»، و«استدراج الوصاية الأميركية عبر الاستماع الى أوامرها وأوامر (كوندوليزا) رايس وعبد الحليم خدام، المشرفين على الإدارة الداخلية»، دعاها الى ضرورة «العودة الى الرشد والاتفاق مع أبناء الوطن، من أجل بناء لبنان لا بناء المزرعة الخاصة».
    وإذ أشار الى أن المعارضة «تريد لبنان وطناً للجميع»، لفت قاسم الى أن أمام «الأكثرية» خيارين: «إما الاتفاق على المشاركة وفق آليات الدستور، وإما إعادة إنتاج السلطة عبر الانتخابات النيابية»، مضيفاً: «إن رغبتم في الانتخابات النيابية المبكرة، فأهلاً ومرحباً لنتفق على القانون. وإذا لم ترغبوا في ذلك وراهنتم على الوقت واعتبرتم أنّ المحطة الأقصر هي محطة رئاسة الجمهورية بعد أشهر، فأقول لكم: أنتم واهمون. هذه المحطة ليست لكم. إن كانت محطة لانتخاب رئيس الجمهورية وفق آليات الدستور أي بثلثي نصاب الجلسة، فنعم يمكن أن تكون النهاية هناك. لكن إذا كنتم تتوقعون اختيار رئيس بالتدليس ومحاولة اختياره بالأكثرية، فهذا يعني أنه لا يوجد رئيس. نعم هو رئيسكم، رئيس الأغلبية النيابية التي اختارته وليس رئيساً للبلاد. وعندها سنتعامل مع هذا الرئيس المختار كمنتحل للصفة ومغتصب للسلطة وخائن للدستور وسنحوله على المحاكمة».
    ونصح الفريق الحاكم بعدم الرهان على صبر المعارضة والشعب لأن «الانتظار سيكون طويلاً»، مشيراً الى أن «الباب مفتوح لكل الحلول الجدية وليس للمناورات»، مضيفاً: «نريد إجراءات ولا نريد مشاعر فارغة وإشارات خاطئة. نقبل بحوار منتج لا بحوار شكلي يريد تقطيع الوقت. فالمشكلة الحقيقية هي تكوين السلطة على قاعدة المشاركة، وكل المشاكل الأخرى غير حقيقية ووهمية».
    وتطرّق قاسم الى التعاطي «الأكثري» مع ملفّي: المحكمة التي «سحبوها من التداول، ودوّلوها عند مجلس الأمن»، وقانون الانتخابات الذي «سحبوه من التداول»، ليشير الى أن رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة «جزءان من تكوين السلطة على قاعدة المشاركة»، مطمئناً اللبنانيين إلى أن «المعارضة، بكل أطيافها، متماسكة وشجاعة وقوية ومستمرة.. وهذه نقطة قوة». وإذ أكّد أن المقاومة لا تريد فتنة في لبنان «حتى لا يستغلّها الأعداء»، رأى أن الموالاة في موقع «لن تنفعهم فيه لا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا عنتريات بعض المجرمين ولا التفاصيل في محاولة إبراز التعطيل والتوجيه السياسي الخاطئ»، مبدياً أمله في أن تكون المعارضة «قادرة على تحقيق الإنجازات».
    وختاماً، توجّه قاسم بكلمة للأسرى قائلاً: «لن نتخلّى عنكم، وستثبت الأيام أنكم شعلة لا تنطفئ»، ومؤكداً أن «لا حلّ لقضية الأسرى إلاّ بالتبادل المتكافئ الذي يخرج أسرانا من السجون، وعلى رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار. نحن ملتزمون بهذا العنوان مهما كلفنا من صبر وتضحيات. ونحن واثقون بأنّ الإسرائيلي سيخضع. تعلمنا أن لا نخضع في الميدان، ونحن أهل الحق والأرض. فغصباً عن العدو، سيفرج عن هؤلاء الأسرى ولو بعد حين».
    (الأخبار)