أكد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط أن لا أحد لديه حلم بتجريد المقاومة من سلاحها، وأشار إلى أن الخلاف سياسي لا مذهبي، داعياً إلى العودة إلى الحوار.تابع النائب جنبلاط، أمس، جولته في منطقة عاليه برفقة وفد من نواب اللقاء الديموقراطي، وعدد من قياديي الحزب التقدمي الاشتراكي. وقد أطلق في القرى التي زارها جملة من الرسائل السياسية، وأشار إلى أن «الظروف صعبة، لكن علينا بالصمود والحفاظ على الأرض»، داعياً إلى الاستفادة من هذه الفرصة لوجود بعض الأموال للبدء بعملية استكمال العودة في الشحار بدءاً من كفرمتى، لأن نظرية توزيع المال غير مفيدة وغير قيّمة».
ورأى جنبلاط أن الدولة اليوم مشلولة نتيجة العدوان في حرب تموز «الذي جاء لسوء حسابات تحت شعار لو كنت أعلم».
وفي بلدة كيفون، استقبل جنبلاط استقبالاً حاشداً على مداخل البلدة، وسار مع الحشود إلى قاعة الوقف الإسلامي ـــ النادي الحسيني الاجتماعي، حيث ألقى كلمة قال فيها: «لا بد من العودة إلى التاريخ وفتح صفحة أخرى، كنّا معاً وسنبقى معاً. من هنا من محور كيفون وبيصور وغيره تقرر مصير لبنان والجنوب واتفاق الطائف، وتذكرون أنه عندما كنا عائلة وطنية مجاهدة واحدة، كنا في مواجهة ما سميناه في حينه الجيش الانعزالي، كنا معاً وانطلقنا جميعاً مع الأستاذ نبيه بري والرئيس رفيق الحريري رحمه الله، وكل الفاعليات إلى تسوية تاريخية اسمها اتفاق الطائف. ومن هنا انطلقت قافلة المجاهدين التي حرّرت الجنوب، وهذا ليس سراً. كل واحد منّا كان له دوره في تحرير الوطن، ودم مشترك، اليوم يوجد خلاف سياسي في البلد وليس خلافاً مذهبياً، لا على اتفاق الطائف ولا على السلاح. لا أحد منّا كسياسيين عندما كنا في الحوار مع السيد حسن نصر الله كان عنده وهم أو إرادة أو حلم بتجريد المقاومة من سلاحها. آنذاك طرحنا بهدوء على السيد نصر الله كيفية استيعاب السلاح، واحترام خصوصية أهل الجنوب عبر احتفاظهم بسلاحهم، ولكن ضمن مؤسسة الجيش والدولة. هذا كان مشروعنا».
واضاف: «نعم المقاومة هزمت إسرائيل وليس هذا الأمر سراً بل معترف به عالمياً، لكن المسألة ماذا نطلب نحن؟ نطلب بأن تكون هذه المقاومة للبنان لا أن تكون لحسابات غير لبنانية (...) نحن لا نريد أن يستخدم الجنوب وتستخدم المقاومة لمآرب أخرى. نعم لمقاومة لبنانية، واستيعاب السلاح، وأيضاً لأول مرة نستطيع أن نفتخر أننا صمدنا وهزمنا إسرائيل، لكن لا لاستخدام لبنان ساحة مفتوحة الى الأبد لحسابات أخرى، انطلاقاً من مصيرنا المشترك الذي تعمّد بالدم».
وعن المطالبة بإجراء استفتاء، سأل جنبلاط «هل من أحد يقوم باستفتاء على الدولة؟! إما توجد دولة الطائف وإمّا عدة دول؟ نحن دولتنا الطائف والجيش اللبناني وقوى الأمن والمؤسسات الأمنية ومجلس النواب»، معتبراً أن كل شيء اليوم على أبواب التعطيل لماذا؟». ورفض الوصف الذي أطلقه بعض الإعلام على أنه أحد «أعداء الطائفة الشيعية» في لبنان. وقال: «إن الخلاف سياسي على المبادئ، ولا سيما على الدولة التي يجب أن تكون دولة الجميع، دولة الجيش ودولة الطائف ودولة الاستقلال»، داعياً الى العودة «الى الحوار والعقل ومقارعة الرأي السياسي بالرأي السياسي، والاقتناع بالأفكار والمبادئ، لا بالأشخاص بعيداً عن الشعارات».
وأكد «أننا مع استعادة مزارع شبعا، لكننا لا نريدها مطية للحروب»، كما شدد على «التمسك بالأرض، وعدم إفراغ المناطق»، معتبراً أن الأرض هي بمثابة «الكرامة والوجود».
ورأى أن بعض وسائل الإعلام أصبحت مزعجة داعياً إلى القراْءة والابتعاد عن الشعارات.
وختم جنبلاط جولته بزيارة شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن.
(الأخبار)