راجانا حميّة
1,2,3... Action، تدخل المتبارية إلى المسرح بعد سماع اسمها، تبتسم للجنة التحكيم، تعرّف بنفسها وبالهدف من مشاركتها في المسابقة وترحل بعد أن تعرض مشيتها أمام الحضور. قد تظن أنّها فقرة خاصّة بمسابقة انتخاب ملكات الجمال لو لم يكن الحدث قد جرى على مسرح ثانوية فخر الدين المعني الرسميّة للبنات. وقد «تحررت» طالبات الثانوية من «التدابير الإدارية» واللباس الموحّد في يوم «الفتاة المثالية» الذي نظّمته الهيئة الإدارية ومجلس الأهل، فاخترن في اليوم الاستثنائي لباساً يليق بهنّ كمراهقاتٍ ويراعي مشاركتهنّ في حدثٍ جمالي. مئة فتاةٍ من الحضور و16 مرشحة للقب «الفتاة المثالية»، حوّلن ساعتين من الترفيه إلى فسحة يتخلّصن فيها من السكون و«الضجر» الذي يرافق حصصهنّ الدراسيّة اليوميّة. فصرخن وشجّعن ورقصن وحلمن بالكثير في الحصّة الوحيدة التي تتاح لهنّ سنويّاً. ولكن على رغم التشابه الشكلي مع غيرها من المسابقات، اختلفت «الفتاة المثالية» في مضمونها، إذ تشترط المشاركة «سيرة حسنة للمرشّحة طوال فترة وجودها في الثانوية، ومراعاتها للأنظمة والقوانين المدرسيّة، وأن تكون ناجحة في صفّها، وأن يحظى ترشيحها بموافقة الأساتذة وزميلاتها». ويفترض أن تكون المرشّحة في المرحلة الثانوية النهائية. وفيما لم يرد في «دفتر الشروط» أيّ ذكرٍ لمعايير الجمال الخارجي، إلا أنّ ذلك لم يمنع وجـــــــود الجميلات في الحفل. وقد أظهرت صاحــــــــــبة اللقب الطالبة في قسم الاقتصاد والاجتـــــــــماع روزان خليل استكمالها لشروط المسابقة والجمال الخارجي.
وبالعودة إلى الحفل، فقد انقسم إلى ثلاث فقرات، تخلّلتها لوحات راقصة ووصلات غنائية ورقص شرقي لفرقة الثانوية. وفي الفقرة الأولى، عرّفت الفتيات بأسمائهنّ واختصاصاتهنّ وأحلامهنّ المستقبلية. وكان اللافت أنّ الفتيات لم يخرجن في أحلامهنّ من «دائرة الخطر»، إذ سيطرت الأجواء السياسيّة المأزومة على بعض التطلّعات. ولكن على رغم ذلك، آثر جزء منهنّ الحديث عن اختصاصاتهنّ بعد المرحلة الثانوية أو المشاريع التي يطمحن إلى تحقيقها كرعاية الأيتام ومساعدة الفقراء.
وفيما ترك منظّمو الحفل الحرّية للفتيات في التعبير عن هواجسهنّ في الفقرة الأولى، ركّزوا في الفقرة الثانية على اختبار قدرة الطالبات في إطار المعلومات العامّة. إلاّ أنّ مشاركة الفتيات في هذه الفقرة كانت دون المستوى المطلوب، فقد أظهرن مستوى متدنّياً مقارنة مع الفقرة الأولى، وإن عزا البعض السبب إلى توتّر الفتيات وخوفهنّ من طبيعة الأسئلة. وقد اختيرت، استناداً إلى هذه الفقرة، الفتيات الثلاث للتصفيات النهائية. وفي الفقرة النهائية، اختار المنظّمون سؤالاً واحداً تتبارى فيه كلّ فتاة على حدة، تماماً كما في مسابقات ملكات الجمال، مع فارق هنا أنّ السؤال لا المظهر هو الذي حدّد هويّة الفائزة باللقب.