عاليه ــ عامر ملاعب
مناطق السياحة والاصطياف هي الأكثر تأثراً بالأحداث السياسية والأمنية التي يشهدها لبنان، وتلقي بثقلها على كل القطاعات الاقتصادية الإنتاجية والخدماتية والسياحية فيها. إلا أن أسعار العقارات، وعلى الرغم من الصورة القاتمة وتراجع الطلب على شراء العقارات من أبنية وأراض، لم تتدنَّ مثلاً، لا بل لوحظ نشوء عدد من المشاريع السكنية والسياحية الجديدة في منطقتي المتن الأعلى وعاليه لمستثمرين لبنانيين وعرب، فهل هذا يشكل ثقة مفرطة بإمكانية تجاوز لبنان لأزماته من قبل المستثمرينعضو مجلس بلدية مدينة عاليه عصام عبيد أكد لـ«الأخبار» أن «الاستثمارات كانت واعدة ولا تزال وإن شهدت تراجعاً ملحوظاً على مستوى المشاريع الكبيرة خلال عام 2006 بسبب الحرب، إلا ان الثقة التي بناها لبنان خلال سنوات عدة لا يمكن أن تتلاشى في فترة زمنية قصيرة». وأضاف «شهدنا خلال الشهر الحالي افتتاح مطاعم جديدة كظاهرة مبكرة قبل الموسم لم تكن في السنوات السابقة». ولفت إلى أن «البلدية تعمل على خطة تحويل مدينة عاليه الى مركز سياحي دائم لا يعتمد على موسم الصيف فقط».
وتشهد بلدة بحمدون أيضاً حركة نشطة تحضيراً للموسم المقبل تبدو من خلال الورش في المحال التجارية والمطاعم وعلى الطريق العامة، وقد شرح رئيس بلدية بحمدون المحطة أسطه أبو رجيلي التحضيرات التي تقوم بها البلدية من خلال «التسهيلات التي تعمل على توفيرها للمصطافين والسياح اللبنانيين والعرب، عبر الخدمات وتحسين ظروف السكن ومراقبة الأسعار وتحديد الإيجارات بما يتناسب». وأشار الى ان «الطلب على البيوت والمحال التجارية للاستثمار قد فاقت المعروض منها وكأننا على أبواب صيف واعد جداً ونتلقى يومياً عشرات المراجعات والحجوزات من لبنانيين ومن الإخوان الخليجيين المالكين في بحمدون والمنطقة».
أما في المتن الأعلى، فإن حركة الاستثمارات تراجعت ولم تتوقف، ففي بلدة قرنايل أنجزت مشاريع سكنية جديدة تعود لمستثمرين كويتيين، وأشار المشرف على صيانة وحراسة مشروع «النجم الفضي» السكني في بلدة الشبانية رمزي القاقون إلى أن «الحديث عن استثمارات جديدة لم ينقطع، وخصوصاً من جانب الإخوة الكويتيين، وأن القيمين على المشروع هم عبارة عن اتحاد عدد من كبار المستثمرين الخليجيين وقد تابعنا العمل وإن بوتيرة أقل». ولفت فيصل الأعور الذي يعمل في مجمع سياحي قيد الإنشاء بين قريتي فالوغا وحمانا الى أن «ثمة مخاوف فرضت توقف العمل لفترة مؤقتة في عدد من المشاريع بينها المشروع الذي نعمل فيه، وذلك لأن الإخوة الإماراتيين أصحاب المشروع متريّثون قليلاً في انتظار أن تنجلي الصورة السياسية وتنتهي الأزمة في البلاد».
أصحاب المكاتب العقارية يترقبون بدورهم الأوضاع، ومعظمهم يعوّل على انتهاء الأزمة قبل حلول الموسم، وأشار سعد أبو الحسن إلى أن «حركة بيع العقارات تأثرت على نطاق كبير منذ حرب تموز الماضية والآمال معقودة على موسم الصيف المقبل وما إن تنتهي الأزمة حتى يستعيد لبنان حضوره وموقعه الاستثماري». أما نزيه هلال صاحب مكتب عقارات فقد أوضح لـ«الأخبار» أن «حركة البيع والشراء نشطة جداً وتشهد بيع عقارات كبيرة وصفقات ضخمة وخاصةً في مناطق بحمدون وعاليه وسوق الغرب ولكنها تقتصر على اللبنانيين فقط، والإخوة الخليجيون يتابعون الاتصالات معنا بصورة دورية من دون إتمام صفقات تذكر، ونأمل أن تهدأ الأوضاع حتى نتمكن من الاستفادة من الموسم المقبل، أما حركة الإيجارات فهي تقتصر على بضعة طلبات لبنانية».
من جهته، تمنى أمين فليحان صاحب مكتب لتأجير السيارات السياحية «لو تصمت الحملات السياسية الإعلامية حتى نمرر الموسم السياحي ونتمكن من التخلص من أزماتنا التي نعانيها، فنحن القطاع الأكثر تضرراً من الوضع الأمني والسياسي المتوتر في البلد، إذ كنا قد دفعنا الثمن غالياً منذ عام 2005 حتى الآن، ونحن نغرق في ديون يصعب تجاوزها».