رأى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، أن الحل لموضوع مزارع شبعا «يكون بوضعها تحت وصاية الأمم المتحدة، ويعود لبنان ملتزماً باتفاقية الهدنة». وأعلن «استمرار السعي الى استنفاد كل الوسائل لاقرار المحكمة ذات الطابع الدولي في لبنان»، معتبراً أن إقرارها في المؤسسات الدستورية اللبنانية بمثابة «ولادة طبيعية» وفي مجلس الأمن «قيصرية، ولكن يكون الطفل نفسه». وإذ أعرب عن تقديره لموقف حزب الله في الدفاع عن لبنان، قال «نريد الوصول الى حلول بالنسبة الى المسائل التي تم التوافق عليها في هيئة الحوار والنقاط السبع».فقد زار السنيورة أمس العاصمة المصرية، التي وصل اليها عند التاسعة والنصف صباحاً، يرافقه وزير الأشغال العامة والنقل وزير الطاقة والمياه بالوكالة محمد الصفدي والمستشاران رضوان السيد ورولا نور الدين. ومن المطار انتقل إلى مقر الرئاسة المصرية حيث التقى الرئيس حسني مبارك لساعة وربع ساعة، شدد بعدها على أهمية الحوار «لأن أسلوب الضغط والتهويل والتهديد الذي يمارسه البعض، والأسلوب السلبي الذي يؤدي إلى تعطيل المؤسسات الدستورية والمؤسسات الاقتصادية لا يجدي نفعاً». وأكد حصول اجتماع في سويسرا، قائلاً: «هناك مجموعة من الحوارات تمت من بعض الأطراف اللبنانيين الذين ذهبوا إلى هناك. وهذا أمر جيد ونحن نشجع على اللقاءات التي تؤدي إلى عرض كل فريق وجهات نظره، لكن ليس هناك من أي اختراق حتى الآن».
وعلق على الموقف الأميركي من حزب الله، بالقول: «طالما عبرنا عن موقفنا من الحزب، بأنه حزب لبناني ممثل في مجلسي النواب والوزراء. ونحن نقدر موقفه في الدفاع عن لبنان، لكننا نريد أن نصل إلى حلول بالنسبة إلى المسائل التي تم التوافق عليها في هيئة الحوار والنقاط السبع التي كانت أساس القرار 1701»، معتبراً ان ذلك ًيجب أن يشكل الحد الأدنى، عند الحديث عن حكومة اتحاد وطني».
بعد ذلك، توجه إلى مقر جامعة الدول العربية حيث التقى موسى لحوالى ساعة، أعلن بعدها موسى أن «باب الجامعة العربية مفتوح أمام الجميع، لأنها تضم الجميع وتمثل الجميع، وليس هناك أي تفضيل لجهة على جهة، بل نستمع إلى كل من يهتم بأن يتحدث إلى الجامعة العربية ويضعها في الصورة».
وقال السنيورة إن الأمين العام لن يوفر فرصة لزيارة لبنان عندما يكون هناك تقدم حقيقي. وقال رداً على سؤال جديد عن المحكمة: «نحن ما زلنا نعطي الأولوية لموضوع إقرارها في لبنان»، ولفت الى أن مساعد الامين العام للأمم المتحدة نيكولا ميشال «رأى أن إقرارها، إن كان من مجلس الأمن أو من لبنان، فإن الفرق فيه يكون في طبيعة الولادة، فبدل أن تكون ولادة طبيعية في المؤسسات الدستورية اللبنانية تكون ولادة قيصرية، ولكن الطفل يكون نفسه».
ورداً على سؤال عن مزارع شبعا، ذكّر بالموقف السوري، ورأى أن «الحل الأمثل هو أن توضع تحت وصاية الأمم المتحدة وبالتالي نحرر أرضاً ما زالت تحتلها إسرائيل. ويعود لبنان ملتزماً باتفاقية الهدنة، وهذا ليس فيه أي تنازل على الإطلاق عن حقوقنا. ولبنان قال مئة مرة إنه يذهب إلى السلام بعد أن توقع جميع الدول العربية اتفاقية السلام، هذا موقف لبناني صارم وحازم».
بعد ذلك، التقى رئيس الحكومة نظيره المصري أحمد محمود نظيف في مقر رئاسة مجلس الوزراء، في لقاء ثنائي، أعقبه لقاء موسع تركز البحث فيه على العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. ثم رعى السنيورة ونظيف توقيع اتفاقية «مبادئ شراء الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان»، التي وقعها الوزير الصفدي، ووزير النفط المصري سامح فهمي.
وأكد المتحدث باسم رئاسة الحكومة المصرية مجدي راضي، ان نظيف أكد لنظيره اللبناني استعداد مصر للاستجابة لمتطلبات لبنان فى كل المجالات بما يساعد لبنان على تطوير القطاع الاقتصادي. ونقل عن السنيورة قوله خلال المحادثات إن «مصر تؤدّي دوراً محورياً من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية ليس فى لبنان فحسب ولكن فى المنطقة العربية أيضاً». وأشار الى أنه بموجب الاتفاقية الجديدة سوف يتم تزويد لبنان بكل احتياجاته من الغاز الطبيعي، عبر الخط الواصل من مدينة حمص السورية إلى مدينة طرابلس بشمال لبنان.
واختتم رئيس الحكومة زيارته لمصر بتلبية دعوة موسى إلى الغداء، في حضور الوفد اللبناني وعدد من الوزراء المصريين وأعضاء مجلس الشعب وكتّاب. وفي الرابعة والربع عاد الى بيروت.
(الأخبار، وطنية)