وفاء عواد
زعيتر ينتقد طريقة «لاعبي الكشاتبين» وأوغاسبيان يدافع عن «غير المحظيّين»

في جلسته المنعقدة بتاريخ 20 الجاري، قرّر مجلس الوزراء تعيين فادي يرق مديراً عاماً لوزارة التربية الوطنية وندى الكستي مديراً عاماً للمديرية العامة للأحوال الشخصية، ما فتح الباب مجدّداً أمام الحديث عن «مخالفات» و«فضائح» بين سطور التعيينات الجديدة، رغم «وجود الكثير من شعارات الشفافية وعدم المحسوبية»، حسب ما رأى أكثر من نائب معارض.
وبمعزل عن الجدل القائم، منذ استقالة الوزراء الشيعة في 11 تشرين الثاني الفائت، حول شرعية القرارات التي تتخذها الحكومة الحالية، رأت المصادر النيابية أن الحكومة الحالية «غير الدستورية» تتعامل مع قضية تعيينات كبار الموظفين على قاعدة «إدارة مزرعة»، إذ إن ما أسفرت عنه الجلسة الحكومية الأخيرة من قرارات «لا تعدو كونها هبات وتنفيعات».
وفي هذا الصدد، صنّف عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب غازي زعيتر التعيينات الجديدة في خانة «الخروق الدستورية والقانونية التي تمارسها الحكومة اللاشرعية»، كاشفاً لـ «الأخبار» وجود ما سماها «بدعة» استحداث لجنة، تلت تأليف الحكومة الحالية بشهرين، لـ«إجراء امتحانات للمرشّحين للوظائف الإدارية من الفئة الأولى».
وينطلق زعيتر من واقع اللجنة المستحدثة كـ«بدعة مخالفة للدستور والقانون، ولا سيما للمرسوم الاشتراعي 112/59 الذي يحدّد الأصول وشروط التعيين في المراكز الإدارية (الفئة الأولى) وصلاحية التعيين لمجلس الوزراء»، ليطلّ على الواقع الذي رافق تشكيل اللجنة وصولاً الى صدور التعيينات الجديدة. وفي هذا الصدد، يشير الى أنه «في بداية العمل بهذه البدعة، قبل أن تفقد الحكومة الحالية ميثاقيتها، تمّت مناقشة الموضوع في جلسة للجنة الإدارة والعدل النيابية، في حضور (رئيس الحكومة) فؤاد السنيورة و(وزير التنمية الإدارية) جان أوغاسبيان اللذين لفتا الى أن اللجنة غير قانونية، وتعهّد عدم قيام هذه اللجنة بأي عمل قبل صدور قانون يشرّع عملها، أي تعديل القوانين المختصّة بنظام التعيين في الفئة الأولى».
ويبدي زعيتر استغرابه لكون الحكومة الحالية «غير الشرعية» تطبّق القوانين الخاصّة بها، إذ إنها أنشأت اللجنة المذكورة برئاسة رئيس مجلس الخدمة المدنية منذر الخطيب، وبعضوية كل من: زياد بارود، نبيل قرنفل، أنطوان مسرّة، ومنى فياض. وهذه اللجنة كلّفت إجراء المقابلات مع المرشّحين من داخل القطاع العام وخارجه. وإضافة الى «عدم دستورية» هذه اللجنة المستحدثة و«لا قانونيتها»، انتقد زعيتر «استبعاد ذوي الكفاءات الإدارية، ممن لهم دور بارز في هذا الحقل، واقتصار الموضوع على تسمية مقرّبين من بعض الوزراء وذوي النفوذ السياسي في الأكثرية المتسلّطة».
ومن العموميات ينطلق زعيتر في استعراض بعض التفاصيل «الفاقعة والفاضحة»، إذ «عُين فادي يرق المستشار الخاص لـ(وزيرة الشؤون الاجتماعية) نائلة معوض، إضافة الى كونه رئيساً لمؤسّسة رينيه معوّض التابعة لها، وندى الكستي المقرّبة من تيار المستقبل»، و«استثنيت مديرة الصرفيات في وزارة المال عليا صالح عباس، مثلاً، بعد أن رسبت في الامتحان الذي أجرته لها اللجنة غير القانونية. علماً أنها من المشهود لهم من رؤساء الحكومات ووزراء المال المتعاقبين، منذ أكثر من عشر سنوات». وبناءً على هذه المعطيات، حذّر زعيتر من أن «هذا المثال من الفوضى الدستورية والقانونية لا يبني وطناً»، إذ إن التصريح بالتزام الأصول والقوانين «لا يكفي، في غياب مبدأ الشفافية وتجاهل القوانين على طريقة لاعبي الكشاتبين»، وفي ظل عنوان «تطوير الإدارة الفضفاض الذي يصرّ السنيورة على طرحه من حين لآخر».
وفي مقابل الانتقادات التي وجّهها زعيتر إلى اللّجنة المستحدثة، أشار وزير التنمية الإدارية جان أوغاسبيان، في حديث لـ«الأخبار»، الى أن هذا الإجراء «تمّ اعتماده كبديل عن إدراج الأسماء دون معرفة التفاصيل، ما يفسح المجال أمام غير المحظيين»، منتقداً الآليات القديمة التي كانت تتّبع في الماضي والتي كانت «تسفر عن تعيين غير ذوي الكفاءة والقدرة والاختصاص، إرضاءً لمنطق المحاصصة والمحسوبيات».
وعلى رغم أن «صفة اللجنة استشارية، وليست تقريرية»، أوضح أوغاسبيان آلية عملها وفق الآتي: «استلام السيرة الذاتية للمرشّح من دون أن تكون مذيّلة باسمه/ إعداد لائحة أولية بأسماء من تتوافق سيرهم الذاتية مع شروط الوظيفة/ إجراء مقابلة مع المرشّحين المنتقين في اللائحة الأولية/ واقتراح لائحة مصغّرة من مرشّحين أو ثلاثة، ترفق باقتراحات وترفع الى الوزير المختصّ لإبداء الرأي ووضع الملاحظات قبل تقديمها للحكومة صاحبة الحق في التعيين».
ومشيراً الى وجود أكثر من لجنة لكل اختصاص، بإشراف إداري من جانب وزارة التنمية الإدارية التي تقوم بمهمة «أمانة السرّ»، لفت وزير التنمية الادارية الى أن تعيين يرق «تمّ بناءً على مطالعة لجنة الشؤون الاجتماعية»، والى أن «هذا التدبير القانوني يلغي ما كان متداولاً في السابق، بعيداً عن استحضار الأسماء من الجيوب».