strong> ثائر غندور
تعيش كلية الهندسة ــــــ الفرع الثالث على هامش الحياة السياسية في الجامعة اللبنانية، من دون أي سبب مقنع. يتخذ مجلس الفرع أو المدير قراراً بمنع نشاط، ولا من يسأل عن السبب، كما أنّ الطلاب لا يعتصمون ولا يصدرون بيانات اعتراضية. فهم
«يعتنقون» الدراسة أكثر من السياسة ومفاعيلها، ليس لأنّ «الهندسة» كلية علمية، كما يظن البعض، فكلية العلوم كلية علمية، وللسياسة حيّز مهم فيها.
جديد كلية الهندسة ــــــ الفرع الثالث، «بدعة» دعوة مدير الكلية الطلاب لانتخاب مجلس طلاب جديد. فقد ورد في ورقة علّقت على الجدران: «يُعلن مدير كلية الهندسة ــــــ الفرع الثالث بالتعاون مع مجلس طلاب الفرع تعيين موعد انتخابات مجلس الفرع نهار الخميس في السادس والعشرين من نيسان...». رأى رئيس المجلس محمد كحيل الإعلان طبيعياً، «ولا يجوز أن نحمّله أكثر مما يحمل»، لكن الأمر لم يُقنع كل الطلاب، واكتفى أحدهم بالتعليق: «مثل ما بدو الفاخوري بركب أذن الجرّة». ولفت آخر إلى رفض إعطاء المدير ومجلس الفرع موافقتهم على إقامة معرض كتب وصور لاتحاد الشباب الديموقراطي مع عبارة «يُبحث بعد الامتحانات»، التي ستبدأ في التاسع من أيار، رغم أنّ أعضاء الاتحاد قالوا إنهم قدموا ورقة للمجلس قبل شهر، وجرت مفاوضات بينهم وبين طلاب حزب الله من أجل تعديل الموعد حتى لا يتضارب النشاط مع معرض للتعبئة التربوية. رفض كحيل تحمّل المسؤولية، رامياً الكرة في ملعب المدير. وعزا سبب التأخير أسبوعين لرفع الطلب إلى مدير الكلية بالقول: «كنّا نخوض مفاوضات معه حتى نستطيع أن ننظم نشاطات ثقافية وأكاديمية من دون أن نرفع الطلب إلى رئيس الجامعة». ومن المفارقة أنّ التعبئة التربوية افتتحت أمس معرضها بحضور مدير الكلية، فيما لم يستطع الاتحاد تنظيم معرضه حتى الآن. وكان«الاتحاديون» قد طلبوا شفهياً من رئيس المجلس القيام بنشاطين: «شعر ممسرح»، وفيلم، فكان مصيرهما الرفض أيضاً. كما أنّ مجموعة من الطلاب حاولت تأسيس نادٍ ثقافي غير طائفي وغير حزبي عبر القيام بمعرض رسم حيّ يشارك فيه طلاب معهد الفنون الجميلة، ويتم خلاله أيضاً بيع «كاتو» فرُفض الطلب بحجة أنه «مشروع مالي».
بالعودة إلى انتخابات مجلس الطلاب، وصل عدد المرشحين ظهر أمس عند إقفال باب الترشح إلى ثلاثة وستين مرشحاً، يُتوقع أن ينسحب منهم أكثر من أربعين مرشحاً. وتغيب المعركة عن انتخابات الكلية، كما في كل عام. ويخوض الانتخابات هذا العام تحالف المعارضة، وبعض مرشحي الجماعة الاسلامية ومرشح واحد للشيوعي يُتوقع أن ينسحب، وعدد من المستقلين، في ظل غياب أي مرشح «موالٍ». كما يقاطع تيار المستقبل المعركة ترشيحاً وانتخاباً، لكن أوساطه أشارت إلى إمكان دعم مرشحي الجماعة الإسلامية إذا ما استطاعوا المنافسة. بدورهم، أشار بعض «طلاب المعارضة» إلى وجود اتصالات للتنسيق مع الجماعة الإسلامية.
ويتخوّف بعض الطلاب من أن تنتج الانتخابات كما في العام الماضي، مجلساً من حزب الله وحركة أمل، أثمر في امتحانات الدخول طاولة للتعبئة التربوية تستقبل الطلاب، وأخرى لمكتب الشباب والرياضة في حركة أمل بغياب طاولة لمجلس الطلاب، حينها قال المسؤولون عن المجلس للطلاب عن طاولة التعبئة التربوية: «هذه هي طاولة المجلس» لكن هؤلاء لم يستطيعوا أن يصدقوا الأمر، لأن الشعار الموجود على كل الأوراق كان «سنخدمكم بأشفار عيوننا» وهو شعار التعبئة التربوية. واليوم، تسود فوضى عارمة غرفة المجلس الذي لا يقوم، بحسب الطلاب بأي دور سوى تصوير «الكورات» وعدم عرقلة عمل نادي العلوم والتكنولوجيا. يذكر أنّ مجلس طلاب الفرع يضم ثلاثة عشر عضواً، يمثلون ما يزيد على ثمانمئة طالب، وتبلغ ميزانية المجلس حوالى ثلاثة ملايين وسبع مئة ألف ليرة، بقي مبلغ ثلاثة ملايين فائضاً، سيسلَّم إلى المجلس الجديد، بحسب كحيل.