صور ــ آمال خليل
أنهت البعثة الدولية للصليب الأحمر في لبنان، برنامج غوث القرى الجنوبية المنكوبة منذ انتهاء عدوان تموز، طبياً وغذائياً وخدماتياً. الجنوبيون لا ينكرون جميل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لكنهم يطرحون أسئلة كثيرة عن أدائها خلال العدوان وبعده.
لقد كان وجود الصليب الأحمر الدولي في جنوب لبنان دائماً، انطلاقاً من عام 1978، كهيئة إنسانية حيادية تسعف المدنيين وتغيثهم خلال الاعتداءات الإسرائيلية وبعدها. وكانت لها صفة خاصة لدى عائلات آلاف المعتقلين في الخيام منذ عام 1985، حيث كانت تقلّهم لزيارة أبنائهم في معتقل الخيام، وتنقل رسائلهم.
ولم يختلف أداء الصليب الأحمر الدولي خلال العدوان الأخير في القرى الجنوبية، باستثناء بعض المهمّات الطارئة التي لم يستطع إنجازها، بسبب رفض اسرائيل إعطاءه ضوءاً أخضر. وبحسب أحد المتطوعين فإن «سيارات الإسعاف وشاحنات اللجنة المحمّلة بالغذاء كانت كثيراً ما تمنعها الطائرات الإسرائيلية من مواصلة الطريق لإغاثة المحاصرين في القرى، إذ رفضت إعطاءه ضمانات للدخول إلى بعض القرى كبنت جبيل وعيتا الشعب».
آنّا سهلين، رئيسة فرع صور في بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أعلنت أن «اللجنة أتمّت خطة عملها التي نفّذتها في القرى منذ انتهاء العدوان، وهي تقديم المساعدات الطبية والحصص الغذائية. وتستمر في مشروع تأهيل شبكات المياه المتضررة في الجنوب والشمال والبقاع حتى نهاية العام الجاري، في إطار برنامج تنفّذه اللجنة في أماكن وجودها عبر العالم». ولفتت إلى أنه «لا خطط جاهزة لدى اللجنة الآن للجنوب بشكل خاص، لكن ستباشر خلال أسابيع، زيارة السجون اللبنانية ومراكز الاحتجاز. وتنظّم مع الجيش اللبناني وقوى الأمن، دورات تدريبية حول القانون الإنساني العام واتفاقيات حقوق الإنسان». علماً بأن لجنة الصليب الأحمر الدولي تزور الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية وتوفّر تواصلاً مكتوباً مع عائلاتهم، فيما لا تزال تسعى لدى حزب الله للسماح لها بزيارة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين.
وفور إتمام برنامج الإغاثة، سيغادر معظم الموظّفين الأجانب إلى مقر اللجنة في جنيف، لينقلوا بعدها إلى بلد ساخن آخر، فيما استُغني تدريجاً عن أحد المبنيين اللذين يشغلهما الموظفون الأجانب في صور، واحتُفظ بطابق واحد من المبنى الثاني. وبموجب الإتمام أيضاً، صرف حوالى 80 موظّفاً إدارياً وميدانياً يعملون في الإحصاءات ونقل المساعدات وتفريغها وتوزيعها. ونُقلت مخازن البضاعة من مرجعيون وصور إلى بيروت. أما أسطول السيّارات التابعة للجنة فستُشحن إلى بلد آخر، فيما ستُباع في مناقصة معدات النقل والشحن والتفريغ.