إعداد: غسان سعود
  • من «المصالح المشتركة» إلى «القصاص وحكم الإعدام»

    غداً يمرّ عامان على انسحاب الجيش السوري من لبنان... تاريخ شكّل ذروة الأحداث التي تلت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولا نزال نعيش تداعياتها إلى اليوم. غير أن عقوداً طويلة سبقت هذا الانسحاب، لم تخل من مواقف متناقضة

    عشر محطات رئيسية سبقت الانسحاب السوري من لبنان وتلته منذ نداء المطارنة الشهير في أيلول 2000 إلى ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري الثانية هذا العام. محطات تكشف تناقضات كثيرة وتضيء على مرحلة مهمة من تاريخ لبنان:
  • 20 أيلول 2000 ــ بيان المطارنة الموارنة: آن الأوان ليُعاد انتشار الجيش السوري في لبنان تمهيداً لانسحابه نهائياً عملاً بالقرار 520 وباتفاق الطائف، وإبقاء ما بينهما من روابط تاريخية وجغرافية، وبين شعبيهما من وشائج قربى ونسب وصداقة ومصالح مشتركة(...).
  • 30 نيسان 2001 ــ البيان التأسيسي للقاء قرنة شهوان: ندعو اللبنانيين إلى العمل المشترك لدفع السلطة المؤتمنة على الدستور إلى العمل على تنفيذ أحكامه واستعادة السيادة الوطنية كاملة من خلال تطبيق اتفاق الطائف، ولا سيما لجهة بند إعادة انتشار القوات السورية، تمهيداً لانسحابها الكامل من لبنان وفقاً لجدول زمني محدد.
  • 13 كانون الأول 2004 ــ لقاء البريستول 1: (...) نطالب بانتخابات نيابية عادلة تنبثق منها حكومة إنقاذية تتولى تنفيذ اتفاق الطائف في بنوده الداخلية، كما في البنود المتعلقة بالوجود السوري في لبنان واستعادة اللبنانيين حقهم في إدارة شؤونهم بأنفسهم في إطار دولة حرة ديموقراطية سيدة مستقلة، والشروع في بناء علاقات ندّية مع سوريا وإعادة النظر في بعض الاتفاقات المعقودة بما يكفل توازنها ويضمن مصلحة البلدين. مع تسجيل تمايز بين قوى المعارضة في ما خصّ الوجود السوري في لبنان.
  • 3 شباط 2005 ــ لقاء البريستول 2: (...) تقر المعارضة بضرورة إيجاد تسوية مشرّفة مع سوريا على قاعدة الانسحاب الكامل للجيش السوري من لبنان تطبيقاً لاتفاق الطائف وإنهاءً للأزمة الخطيرة التي نشبت بين السلطة اللبنانية والشرعية الدولية بعد صدور القرار 1559.
  • 18 شباط 2005 ــ لقاء البريستول 3: تعلن المعارضة انطلاق ما يسمى «انتفاضة الاستقلال» الديموقراطية والسلمية. وتطالب المعارضة: 1- تشكيل لجنة تحقيق دولية (...). 2- تشكيل حكومة انتقالية (...). 3- رفض التعاطي مع الجريمة النكراء كأنها جريمة عادية تعود الحياة السياسية بعدها إلى طبيعتها (...). (لم يتطرق البيان إلى الوجود السوري في لبنان).
  • 2 آذار 2005 ــ لقاء البريستول 4: (...) إن الشعب اللبناني الذي يجمع اليوم على تأمين خروج مشرّف للجيش السوري يعاهد سوريا أن لبنان من موقع انتمائه العربي الراسخ سيقيم معها أفضل العلاقات الأخوية والصداقة والتعاون وسيستمر في دعم مصالحها المشروعة وحمايتها.
  • 14 آذار 2005 (مهرجان ساحة الشهداء) غازي العريضي: جئنا لنقول نحن ضد القرار 1559، نحن ضد تجريد المقاومة من السلاح (...). نحن مع اتفاق الطائف ونتطلع إلى تطبيق البند الذي أصبح وعداً وعهداً بأن تنسحب القوات العربية السورية والمخابرات وفقاً لهذا الاتفاق. ونحن نقول بكل ثقة وبكل أمانة، وبكل وفاء، بعيداً عن العنصرية والانفعال، شعب سوريا شعب كريم والعمال السوريون إخوة كرماء، هم رموز عطاء، لا نريد عنصرية بل نريد التطلع الى علاقات لبنانية ــ سورية لا تكون تحت قبضة رموز المخابرات.
  • 14 شباط 2006 (مهرجان ساحة الشهداء) وليد جنبلاط: جئنا لنقول لك يا حاكم دمشق، يا طاغية الشام، ورفاقك وحلفائك، نحن لسنا قلّة عابرة، نحن لسنا أكثرية وهمية. أنت قلة عابرة مجرمة حاقدة، هم قداسة وهمية، ولا قداسة ولا قدسية إلا للوطن، الوطن لبنان. وجئنا لنقول إنه إذا كان النسيان مستحيلاً إلا أن التسامح مستحيل ومستحيل ومستحيل. وهل تذكر يا أبا بهاء في يومك منذ عام، هل تذكر ماذا قالت بيروت، تذكر وتذكروا، قالت: بيروت، نعم بيروت، قالت: يا بيروت بدنا التار من لحود ومن بشار، ويا حاكم دمشق أنت العبد المأمور ونحن الأحرار.
  • 7 أيلول 2006 ــ لقاء البريستول 5: (...) ينبغي على السلطات المختصة النظر في استمرار تدخّل النظام السوري في الشؤون الداخلية اللبنانية وإصراره على رفد بعض القوى التابعة له بكل أشكال الدعم الخارج عن القانون، على أنه مصدر تهديد لوحدة لبنان وأمنه واستقراره وسلامة نظامه الديموقراطي.
  • 14 شباط 2007 (مهرجان ساحة الشهداء) وليد جنبلاط: جئنا الى ساحة الحرية، لنقول لك يا طاغية دمشق، يا قرداً لم تعرفه الطبيعة، يا أفعى هربت منها الأفاعي، يا حوتاً لفظته البحار، يا وحشاً من وحوش البراري، يا مخلوقاً من أنصاف الرجال، يا منتجاً إسرائيلياً على أشلاء الجنوب وأهل الجنوب، يا كذّاباً وحجّاجاً في الــــــــعراق، ومجرماً وسفّاحاً في سوريا ولبنان. جئنا لنقول إنه صحّ فيك قول الشاعر نزار قباني «في كل عشرين سنة يأتي رجل مسلح ليذبح الوحدة في سريرها ويجهض الأحلام». (...) في كل عشرين سنة يأتي إلينا رجل معقّد يحمل في جيوبه أصابع الألغام. لكن في هذه السنة، والقول لنا لـ14 آذار وكل اللبنانيين، في هذه السنة ستأتي المحكمة ومعها القصاص والعدل وحكم الإعدام.










    ...وأخيراً قالها الأسد


    في 5 آذار 2005 أعـــــــــلن الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب أمام مجـلس الشعب في دمشق أن بقاء الـــــــجـــــــــــيش الســــــــــــوري في لبنان لا يجوز إذا كــــــــــان هناك إجماع لبناني على خروج سوريا.
    وقال: «استكمالاً للخطوات التي نُفذت سابقاً في إطار اتفاق الطائف الذي يتماشى مع القرار 1559، سنقوم بسحب كل قواتنا المتمركزة في لبنان إلى منطقة البقاع ومن ثم الى منطقة الحدود السورية ــ اللبنانية. (...) إن كل ذلك لن يعني تخلّي سوريا عن مسؤولياتها تجاه الإخوة والأصدقاء في لبنان الذين جمعتنا وإياهم وحدة الهدف والإرادة في لحظات حرجة من تاريخنا بل ستبقى سوريا حصنهم ومرجعهم ودائماً لهم في كل الأوقات (...)».
    وبعد بضعة أيام، رد قائد الجيش العماد ميشال سليمان ببيان رسمي صادر عن القيادة قال فيه «إن قرار إعادة انتشار القوات العربية السورية العاملة في لبنان لن يغيّر في عمق العلاقة بين الجيشين الشقيقين لأن هذه العلاقة لا تقتصر على انتشار هنا وهناك وإنما ترتبط بأهداف واحدة ومواجهة عدو مشترك هو اسرائيل التي تستهدف أمن واستقرار كل من لبنان وسوريا على السواء».




    انسحاب العماد



  • 21 تشرين الثاني 2004: (...) أما وقد صار الانسحاب (السوري) أمراً مرتقباً، فأكرر دعوة اللبنانيين، أحزاباً وفعاليات، وأدعو الدولة السورية للتحاور بهدف الاتفاق حول انسحاب يشكّل مخرجاً مشرّفاً للجميع.
  • 5 شباط 2005 ــ المحرر نيوز: نحن مختلفون مع سوريا ومعارضون لوجودها في لبنان ولكننا لسنا معادين لها. إننا ندرك مسؤولية المستقبل وحاجة البلدين إلى علاقات جوار طيب ومصالح مشتركة على جانبي الحدود.
  • 26 آذار ــ الأنباء الكويتية: أريد كلبناني أن أحافظ على صداقة جميع الدول العربية من دون أن أكون طرفاً في خلاف بين دولتين عربيتين. (...) علينا أن نكون أبعاداً لبنانية في الخارج لا أبعاداً خارجية في لبنان.

    رأي البطريرك




  • 22 كانون الثاني 2004: نحن نريد أن نعيش في حال ودّ وصفاء وتعاون وتنسيق مع السوريين لكن سنّة الحياة أن يؤسس الراشد منزله فلا يعود لأحد حق التدخل في شؤونه.
  • 30 كانون الثاني 2005: العماد عون لبناني أصيل، وله مواقف مشرّفة. (...) هو يطالب بما نطالب من استقلال وسيادة للبنان، وبالتعاون أيضاً مع الدولة السورية.
  • 18 آذار 2005: تقولون «SYRIA OUT» ونحن قلناها قبلكم. ولكن بطريقة مختلفة. سوريا جارتنا ولها عندنا ولنا عندها علاقات سياسية، اقتصادية، واجتماعية. وثمة حقائق لا يمكن التنكّر لها. ولا يمكن لأحد أن يعيش في حالة عداوة مع جاره. لقد كان ما كان ويجب أن نقلب الصفحة ونقيم علاقات بيننا وبين سوريا الجار الأقرب.