ثائر غندور
التقى وزير المال جهاد أزعور، على مدى أربع ساعات، عدداً من الشباب، في ظل غياب لافت لطلاب الجامعة اللبنانية. وقد سوّق أزعور لخطته الاقتصادية، من دون أن يتحول اللقاء إلى نقاش فعلي

يلتقي الوزير أزعور بوزراء حكومة الظلّ، وممثلين للأحزاب والجامعات وجمعية «ليب يوث». يغيب عن بال الوزير أو مكتبه دعوة ممثلين عن الجامعة اللبنانية التي أعلن رئيسها الدكتور زهير شكر منذ أقل من أسبوع عناوين «المجزرة المالية» التي قام بها أزعور بحق الجامعة الوطنية عبر تقليص ميزانية الأبحاث، المختبرات، المكتبة الإلكترونية والمؤتمرات العلمية... إلى النصف. في المقابل حصلت أكثر من جامعة خاصة على شرف الدعوة، فيما اقتصرت دعوة الأحزاب على: تيار المستقبل، الحزب التقدمي الاشتراكي، حزب الله، الكتائب اللبنانية، حزب الوطنيين الأحرار وتيار المردة. كما لم يشارك من حكومة الظلّ سوى وزراء المال، العدل والصناعة.
بدأ لقاء وزير المال مع الشباب حول مستقبل لبنان الاقتصادي بمداخلة لأزعور استغرقت حوالى الساعة. وطرح أزعور أسئلة محفّزة للشباب: «ما هو دور الشباب في صناعة القرار الاقتصادي؟». وأعلن رغبته في بلورة عقد اجتماعي جديد في لبنان يرتكز على نظام حماية للشيخوخة والتقاعد يساوي بين موظفي القطاعين العام والخاص، الخدمات الاجتماعية (صحة، تعليم...) والرعاية الاجتماعية، من دون أن يدور نقاش حول هذه النقطة بين أزعور والطلاب، باستثناء إشارة أحدهم إلى ضرورة تزامنه بإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة.
وشرح أهداف الخطة الإصلاحية في مؤتمر باريس ـ 3 ومحاور الرؤية الاقتصادية والاجتماعية للحكومة. ودعا الشباب إلى أن يعيدوا ترتيب الأولويات في صناعة القرار السياسي، وخصوصاً الناشطين في هذا المجال. وخاطب الشباب قائلاً: «منذ سنتين بات دوركم أكبر، ولكن ثمة خطر أن تتحولوا وقوداً للعملية السياسية، لذا عليكم وضع الأفكار في صناعة القرار».
ولفت أزعور إلى أنّ «الهدف من اللقاء هو تشجيعكم على أن تتعمقوا في الملف الاقتصادي وتمتلكوه أكثر وتحوّلوه أولوية لديكم ولدى غيركم وفي الإطار الذي تنشطون فيه».
وقال: «نحن في مرحلة أساسية وخطرة، ومستقبل البلد بين أيديكم. فأنتم طاقته». وأضاف «لا أرى سبباً لتكرروا أخطاء الماضي». وأعلن إيمانه بأن «لبنان أمام فرصة تاريخية رغم الصعوبة الحالية والانقسام الحاصل».
وتمنى «أن يكون لهذه النوعية من الشباب حضور أكبر في مؤسسات الدولة لتطويرها وجعلها عصرية». وتابع «لكم دور أساسي في الدولة والإدارات، وإذا كنتم موجودين أؤكد أن تغييراً كبيراً ومهماً سيحصل في السنوات الخمس المقبلة».
ودار بين وزير المال والشباب، نقاش حول الضمان الاجتماعي، ما أثار رئيس الهيئة الطالبية في الجامعة اليسوعية ـــ كلية العلوم السياسية إيلي كليموس، الذي بدأ مداخلته بالقول «أنا مش يساري بس الدولة اللي بتحترم حالها بتأمن الضمان الاجتماعي»، أما زميله روي عزام فأوضح أنه يشارك «رغم تعارض انتمائي السياسي مع ذلك». وتوافق شادي ديراني من مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية وأزعور على إقامة منتدى شبابي حواري اقتصادي دوري لطرح كل الهموم والمشاكل والهواجس، وصولاً إلى سياسة اقتصادية شبابية، كما طرح مطلب البطاقة الطالبية.
إلى ذلك، بدا اللقاء، أشبه بمؤتمر صحافي يدافع فيه أزعور عن قناعاته الاقتصادية، مستخدماً عبارات «عنصرية» استفزّت بعض الحاضرين من نوع: «في مناطق بلبنان نسبة وفيات الأطفال فيها أكثر من اليمن».