راجانا حميّة
أسدلت الحرب ستارها بعد ثلاثةٍ وثلاثين يوماً من القصف والدمار، على «بيئة» جديدة عارية إلاّ من الركام والضحايا والمشرّدين والأوبئة. لكنّ الحرب لم تكتف بالخراب الذي أنتجته، فتركت ما أمكنها من المواد الكيميائية الخطيرة تعبث بما تبقّى من الطبيعة، وتصادر حياة من تبقّى من البشر وغيرهم من الكائنات. وبما أنّ السياسيين «معتكفون» عن الشأن العام إلى حين تنتهي «أزمة المحكمة والسلطة»، بادر نحو 170 تلميذاً من عشر مدارس إلى عقد مؤتمر بيئي بعنوان «When violence causes silence»، يسعى إلى إيجاد حلول تساهم في تخفيف الأخطار.
وتوضح منسّقة النشاط إليان متري إلى «أننا نسعى إلى تعزيز القدرات الفكرية لدى الطلّاب وتبادل الخبرات مع التلامذة في أنحاء العالم كلها»، مشيرة إلى أنّ التلامذة خلال الفترات الإعدادية للمؤتمر يتواصلون مع زملائهم في مدنٍ مثل مصر ونيويورك، من أجل تدعيم شبكة معلوماتهم وأبحاثهم البيئيّة.
وكان التلامذة قد افتتحوا مؤتمرهم البيئي السادس في مدرسة الجالية الأميركية في بيروت «ACS»، بفيلم وثائقي أظهروا فيه التدمير البيئي خلال الحرب، ودعوا من خلاله إلى إنقاذ البيئة من المخاطر.
وما لم يحوه الفيلم، حاول التلامذة تجسيده في 19 تجربة وثائقيّة، حمّلوها ما يؤرق حياتهم اليوميّة، على أنّ أفكار المعالجة لا تنحصر فقط في طرح المشاكل البيئية، إذ عمدوا إلى تضمين المجموعة الوثائقيّة حلولاً واقعيّة تتخطّى الشعارات والملصقات.
وقد حاول التلامذة، من خلال تجاربهم، إقناع الناس بأنّ «الشباب قادر على التغيير وإيقاف مفاعيل الحرب»، وتناولت تجاربهم موضوعاتٍ تتعلّق بمعالجة الأوزون وتقليص ثاني أوكسيد الكاربون، تشجيع المواد العضوية والطبيعيّة (سوق الطيب نموذجاً)، الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ، علاج السرطان عن طريق فحص الحمض النووي، تلوّث الضجيج والمجاعة والفقر والتدخين. ودخلت حرب تمّوز من ضمن زوايا المعالجة، إذ ناقش بعض التلامذة تأثيرات حرب تمّوز على الحياة البحرية، القنابل العنقوديّة وأبطال من الجنوب، فيما خصّص البعض الآخر مشروعهم لشرح أهميّة استغلال الدعاية في خدمة السلام الأهلي والعالمي.